دايما بتشتكي يا ابن آدم من الظلم و الجور ..
قوم بص لحالك و لف و دور ..
هتلاقي في الأساس حياتك مشكلة ..
عاوزاك تصلح فيها و تبدأ تثور ..

خدها مني نصيحة
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

وابــــــدأ بنفســـــك ...

Sunday, February 28, 2010

البنت .. عمرها ما كان زي الولد

 قلت مش هتلبسيه يعني مش هتلبسيه

كنت لسه داخل البيت كالعادة زي كل يوم و أنا راجع من الشغل .. و لقيت أمي بتقول لبهيجة: شوفتي .. إنتي زي أخوكي يعني و هتلبسي زيه و لا إيه؟!!

طبعا أنا مش فاهم حاجة كالعادة .. بس حاولت أفهم شويه في شويه يعني ..

قلت لأمي: هو لبسي مضايقكم في حاجة؟

بصت لي أمي و قالت: أختك عاوزة تنزل ببنطلون في الشارع .. و أنا باقولها إن دا لبس ولاد و مينفعش بنت تلبسه .. غير كمان إنه هيبقى ضيق .. و أختك مش صغيرة عشان تلبس حاجات زي دي

جدعة يا أمي و الله .. صحيح أنا باعترض على كلام أمي كتير .. لكن المرة دي من المرات القليلة إللي أمي بتتكلم صح بصراحة .. ربنا يبارك فيكي يا أمي

قلت لبهيجة: طب إنتي عاوزة تلبسي بنطلون ليه؟

بصت لي و كل عينيها زعل و غضب وقالت لي: و إشمعنى يعني الولاد بيلبسوا بنطلون و أنا مش ألبسه .. و بعدين أنا عاوزة أجرب البنطلونات الجينز زي ما كتير من البنات بتلبسهم .. إشمعنى أنا؟!!

رديت على بهيجة و قلت لها: طب تعالى نتكلم براحة و بهدوء شويه .. إنتي عاوزة تلبسي البنطلون عشان تقلدي الولاد و لا عشان سبب تاني؟

سكتت بهيجة شويه و بصت لي أوى .. و بعد شويه قالت لي: طب و إشمعنى الناس كلها بتلبس البنطلون .. و بعدين أنا أعرف بنات كتير بيلبسوا بنطلون و شكلهم حلو

مممممممممممم .. كده مش هينفع أدخل لها من نازع ديني .. هحاول أجيبهالها بالعقل .. بس ربنا يعينني

فقلت لها: بصي يا بهيجة .. إنتي شوفتي قبل كده ولد لابس طرحة على راسه؟

ضحكت بهيجة و قالت لي: هههههههههههه .. لأ طبعا ..

كملت و قلت لها: طب إنتي شفتي ولد قبل كده بيلبس جزمة فيها فيونكة زي البني إللي عندك؟

ضحكت أوى و قالت لي: هع هع هع … لأ طبعا .. إزاي يعني؟

فقلت لها: طب إشمعنى .. أنا كمان عاوز ألبس زيك .. إشمعنى إنتي يعني؟

سكتت بهيجة شويه و كإنها بتفكر في الكلام و قالت لي: مممممم .. طب خلاص .. يبقى ألبس إنت كمان جزمة عليها فيونكة و طرحة و إنت خارج

و الله يا ختي .. إنتي كمان هتلبسيني طرحة .. حسبي الله و نعم الوكيل

حاولت أهدي من أعصابي المحترقة .. و قلت لها: خلاص .. و إنتي كمان بقى تقلعي الطرحة و تقصي شعرك على الزيرو زيي كده و تربي دقنك و تلبسي قمصان بكم و بنطلونات قماش و تروحي الشغل بدالي.. إيه رأيك؟

أمي طبعا بصت لي نظرات استحسان كتيرة .. و كإنها عاوزة تقولي .. إلاهي يخليك للأمة العربية و الديموقراطية .. بس إنتو عارفين ثقافة أمي المحدودة … قصدي اللامحدودة لأحسن تعمل فيا حاجة ..

لكن بهيحة .. قعدت ساكتة و بعدين قالت لي: يعني أنا ما بالبسش البنطلون عشان ما أقلدش الولاد ..

أعتقد هنا بقى أقدر أدخلها بالنازع الديني .. كده قشطة أوى

فقلت لها: ربنا سبحانه و تعالى يا بوجي لما خلق البشر .. خلقهم بنات و أولاد .. ستات و رجاله .. صح؟

قالت لي: صح

قلت لها: لو كان ربنا عاوزنا كلنا زي بعض .. كان خلقنا كلنا رجاله .. أو خلقنا كلنا ستات .. صح؟

قالت لي: صح

قلت لها: يبقى أنا ليا لبس مينفعش تلبسيه حتى لو عاوزة تلبسيه .. و إنتي ليكي لبس ربنا أمرك بيه لازم تلبسيه و أنا مينفعش ألبسه حتى لو عاوز ألبسه صح؟

سكتت شويه و بعدين قالت لي: فهمت قصدك يا مغاوري .. بس أنا مينفعش ألبس بنطلون خالص يعني؟

قلت لها: لأ طبعا ممكن .. بس في البيت .. لكن في الشارع .. لازم تلبسي لبس ربنا يرضى عليكي فيه … يعني الطرحة الطويلة دي إللي بتلبسيها .. دي أمر من ربنا .. وعمر ما ربنا هيأمرك بحاجة فيها ضرر ليكي .. صح؟

ردت بهيجة و قالت لي: أكيد

قلت لها: يبقى إنتي ليكي شخصية .. و أنا ليا شخصية .. و ربنا أراد لكل واحد فينا الشخصية دي عشان هي أحسن حاجة لكل واحد فينا صح؟

قالت لي: صح

قلت لها: يبقى البنطلون مهم ألبسه في الشارع و يبقى همي إني أقلد الولاد و خلاص .. ولا أمشي على إللي قالي عليه ربنا و هو دا المكسب الحقيقي ليا؟

سكتت بهيجة و حطت وشها في الأرض و قالت لي: بس أنا أصحابي بيقولولي إن البنطلون عادي يعني .. و إن البنت زي الولد في كل حاجة .. إشمعنى في البنطلون

قلت لها: مين أصحابك دول إلل يبيقولولك كده؟

قالت لي: ميمي و نانا

تنحت شويه و بعدين قلت لها: يعني إيه ميمي و نانا؟ .. هما أساميهم كده يعني؟

قالت لي: لأ .. دي مريم و نسرين .. بس إحنا بنقول لهم ميمي و نانا

قلت لها: طب يعني إنتي شوفتي واحد راجل في الدنيا اسمه ميمي و لا واحد شاب محترم كده اسمه نانا؟

قالت لي: ههههههههههههههههه .. لأ طبعا

قلت لها: لإن دي طبيعة البشر يا بوجي .. يعني مينفعش البنت تبقى زي الولد في كل حاجة و الولد يبقى زي البنت في كل حاجة .. في حاجات البنت تعرف تعملها و الولد لأ .. و في حاجات الولد يعرف يعملها و البنت لأ .. و إلا مكانش في حاجة اسمها بلوزة و تي شيرت و جيبة و بنطلون .. صح كده

قالت لي: صح كده .. و أنا خلاص مش هعمل كده تاني

أمي من وراء القضبان: لولولولولولولولولولولولولولولولوي … إلاهي يخليك ليا يا مغاوري يا بني و أفرح بيك ياااااااااا رب

مصرة تجوزني .. ما علينا .. خلينا في موضوعنا الأول ..

بعد المناقشة .. بدأت أفكر في الموضوع تاني .. ليه دايما البنت بتدور على حقها .. رغم إن الإسلام كفل لها حقوقها كلها و مخلهاش محتاجة حاجة .. هل الولد فعلا له وزن أكتر من البنت في مجتمعنا؟ .. و لا البنت مهضوم حقها في مجتمعنا عشان كده بتدور على حقوقها؟ .. ممممممم .. شكلك مش فاهم يا نصة .. محتاجين بحث أكيد ..

دخلت على جوجل العظيم .. بالنسبة لي هو أبو الأفكار .. لإن بصراحة بيفتح دماغي لمواضيع مختلفة كتير ..ومواقع مختلفة كتير

و بدأت أكتب … حقوق المرأة

طبعا و كالعادة .. طلعت لي مواقع مالهاش عدد .. و بدأت أشوف و أبص على الأفكار المختلفة في الموضوع دا ..

و توصلت لكام نقطة .. حاسس إنهم دول ملخص المشكلة كلها ..

1- الناس عامة مبتعملش بالحقوق إللي الإسلام كفلها للمرأة .. يعني الزوج لما ميصرفش على بيته في سبيل إن المرأة هيا إلل بتصرف و تنزل تشتغل .. يبقى دا واكل حق زوجته إللي أساسا المفروض هي إللي تقعد في البيت و هو إللي ينزل يشتغل .. فبكده ما اتحققش أهم شرط في الإسلام و هو الحفاظ على المرأة في المجتمع بجعلها منارة لبيتها قبل ما تكون حمار شغل تأكل الراجل و عياله كمان .. وتتحول من كائن لطيف إلى كائن عصبي يتسم بصفات رجولية بحتة ..

2- نسبة كبيرة أوى من فكرة هضم حقوق المرأة في المجتمع العربي جايه من مجتمعات غير عربية .. لإن المؤسسات و الهيئات إللي بتدعو لعمل المرأة و تنصيبها في مراتب كبيرة في البلد غالبيتها أفكارها من الخارج … أمريكا أو أوروبا .. لذلك بدأت الست تفقد أهم ما فيها .. و هي مشاعرها .. لإنها غالبا بتتعامل مع جو عملي طحن بيخليها تفقد حاجات كتيرة أوي ربنا أنعم عليها بيها .. و خلاها من أهم حقوقها ..

3- غالبا .. عدم مسئولية الرجل خلى المرأة على استعداد كامل إنها تبقى رجل بمعنى الكلمة لإثبات إنه مش أحسن منها في حاجة .. و خاصة لما تبقى حست هيا بالقهر في حياتها من قبل رجل ..

4- عمل المرأة لفترات طويلة ممكن توصل لـ 12 ساعة أو أكتر خلاها مش هتقدر تتعامل مع الحجاب و الجيبة أو العباية .. و دا لحاجات كتير .. منها إن البنطلون بالنسبة لها أسهل في الحركة و خاصة لما تبقى طول النهار من مكان للتاني .. و كمان إن بعض المؤسسات و الهيئات الكبيرة بتمنع الستات من الالتحاق بالعمل لو كانت بحجاب أو برداء إسلامي .. و هكذا

5- فراغ المرأة .. لو المرأة موجودة في مكان و حاسه بالفراغ .. بيخليها تفكر إنها تبقى زي الرجل .. ليه هو مستثمر وقته في الشغل و في الخروج و أنا قاعدة ما باعملش حاجة في حياتي غير البيت و العيال .. لذلك بتحاول إنها تقلده في حاجات كتير عشان تقضي على وقت فراغها دا ..

6- حب الرجل الشرقي عامة إنه يبقى عنده ولد من ظهره .. خلى المرأة عاوزة تحارب الفكرة الشرسة دي .. رغم إن الإسلام حاربها من أكتر من ألف و ربعميت سنة .. لكنها للأسف بسبب جهل ناس كتير عن أهمية البنت في المجتمع خلاها تحاول تطلع من الرداء الأنثوي الجميل و تتحول لكائن آخر للأسف مش عاوزين نشوفه في مجتمعنا ..

دي بعض الأسباب إللي حاولت أجمعها من المآسي إللي الواحد قراها على الإنترنت ..

و قبل ما حد يفهمني غلط .. أنا مبقولش إن المرأة مالهاش لازمة .. و لا إنها حاجة مركونة على جنب في المجتمع .. بالعكس .. المرأة ليها دور يمكن يكون أهم من الرجل في أوقات كتير ..

و مش معنى كلامي إن المرأة ما تشتغلش أو متشاركش في المجتمع .. لا بل بالعكس .. تشارك و تدي .. بس تعرف أولوياتها الأول و تأديها كويس و بعدين تشوف المجتمع محتاج منها إيه .. و هيبقى واجب عليها إنها تديه إللي هو محتاجه منها ..

يعني مين إللي بيهون على الزوج همومه .. مين إللي بيهتم بجوانب الطفل النفسية .. دايما يقولك المعلمة الست للأطفال أحسن بكتير من المدرس الراجل .. ممكن لو طفل ضايقه و لا حاجة يمسك في خناقه و تنتهي المسألة في القسم و عليكو خير ..

مين إللي عنده صبر و بيستحمل كتير أوى أكتر من الرجل ؟..

مين إللي بيربي و يكبر و يقوم جيل قوي يحمي و ينصر الإسلام من بعدنا؟ ..

مين إللي لما بيحب ..  بيدي كتير أوى ؟..

لذلك لما الواحد بيشوف بنت تربيتها – لا مؤاخذة – مش  ولا بد  .. بيزعل أوى و يحزن على الجيل إللي جاي منها ..

ولما بيشوف بنت متربية تربية محترمة – يا رب اجعلها من نصيبي يا رب – الواحد بيحمد ربنا إن لسه في خير في الأمة دي و في أجيال عفية هتيجي من أصل البنت دي بإذن الله

لذلك .. من وجهة نظري البحتة .. البنت عمرها ما كانت زي الولد .. هيا بتعرف تعمل حاجات هو مستحيل يعملها .. و هو بيعمل حاجات مستحيل هي تعملها ..

لذلك لو كل واحد من البنات و الولاد التزم بدوره في المجتمع .. عمرنا ما هنشتكي من أزمة حقوق المرأة المزعومة ..

يعني مستحيل يعني راجل هيحمل و يولد و يربي و يستحمل قرف العيال …

و مستحيل راجل هيقدر يبقى مدرس شاطر للأطفال زي الست ..

و مستحيل الراجل هيقدر يستحمل و يصبر زيها ..

كلمة سمعتها و عجبتني من أحد الشيوخ:

لو بتربي ولد .. فإنت بتربي ولد صالح

لكن لو بتربي بنت .. فإنت بتربي جيل بحاله صالح ..

Saturday, February 20, 2010

الضرب في التلميذ .. حرااااااااااااااااااام

مالك يا بت؟ ..يا بت ردي على أمك يا بت .. مالك ساحه دموع كده من ساعة ما جيتي من المدرسة؟ .. يا بنتي ردي عليا ما توجعيش قلبي ..

البت حسنية زي ما يكون داسها قطر .. جايه من المدرسة و عينيها تبك الدم .. يا بنتي مالك يا بنتي .. ارحمينا و قولي لنا مالك …

قعدت تتكلم بشحتفة و مفهمتش منها حاجة .. روحت واخداها على الحمام و غسلت لها وشها و قلتلها صلي الظهر و نامي شويه يمكن ترتاحي ..

و يا دوبك لسه صاحية من شويه صغيرة …

أمي كانت بتحكي لي أنا و أبويا عن اللي حصل من حسنية أختي لما رجعنا من الشغل .. بصراحة انشغلنا على حسنية اوى .. واحدة صاحبتها ضايقتها في المدرسة و لا حاجة .. مش عارف ..

دخلت أنا و أبويا لأودة حسنية .. و لقيت بهيجة قاعدة جنبها و حسنية لسه بتعيط .. هو إيه إللي حصل؟

يا دي الشطة بتاعة بالليل دي ..

أبويا قرب من حسنية و قالها: مالك يا حسنية؟ إيه إللي مضايقك كده ..

حسنية راحت رافعة دماغها و عنيها حمرااااااااااااا زي الأوطة .. و قالت لأبويا: أصل .. تشششت .. و أنا .. تششت .. في المدرسة …تشششت .. النهارده .. تشششت .. عاااااااا .. اهئ اهئ

طب دا كلام يتفهم منه إيه بس .. كل كلمة بشحتفة كده مش هنخلص ..

قلت لأبويا و لبهيجة: معلش .. هو ينفع تسيبونا لوحدنا شويه بس و هقولكم إيه الموضوع ..

بص لي أبويا و بهيجة و هما زعلانين على حسنية أوى .. و بعدين راحوا خرجوا من الأودة ..

روحت قعدت جنب حسنية و قلت لها: مال الجميل بقى؟ .. زعلانة من إيه؟

ردت حسنية: و أنا .. تشششت .. في الحصة .. تششششت .. المدرس … تششششت .. عاااااا

يا دي النيلة ..

رديت عليها: طب ممكن تهدي بس عشان نفهم إيه إللي حصل؟

قعدت تتشحتف على الآخر .. روحت ماسك المنديل و مسحت لها دموعها .. و طبطبت عليها .. و خرجت عشان أجيب لها كوباية ميه .. و طبعا أمي أول ما شافتني هي و أبويا و بهيجة قالوا لي في صوت واحد: عرفت إيه إللي حصل؟!!

قلت لهم : لأ طبعا .. هاتوا كوباية ميه بس

جريت بهيجة و أمي على المطبخ و جابوا لي كوبايتين ميه .. حلو أوى الترابط الأسري دا …

روحت داخل أودة حسنية تاني و اديتها كوباية المية .. شربت الكوباية .. و دخلت على التانية و شربتها .. ما شاء الله .. ربنا يديها الصحة ..

بدأت تهدى شوية في شوية .. و طبعا قعدت يجي ساعة و نص .. كنت هنام أساسا .. بس قبل ما عنيا تغفل .. لقيت حسنية بتقولي: النهارده و أنا في الحصة.. تشششت .. المدرس بهدلني .. تشششت ..

المدرس بهدلها .. أكيد عملت مصيبة .. قلت لها: طب ما أكيد إنتي ضايقتيه .. إيه إللي عملتيه زعله؟

قالت حسنية: أصل هو كان بيفتش على الواجب .. تشششت .. و بعدين أنا كنت عاملة الواجب .. تششششت .. بس في كوباية مية … تشششت .. وقعت على الكراسة .. تششششت … إمبارح .. تششششت .. فالورقة كانت .. تششششت .. مكرمشة .. تششششت .. راح مطلعني بره .. تشششت .. على السبورة .. تششششت .. و معايا بنتين من أصحابي .. تششششت .. معملوش الواجب أساسا … تششششت .. و راح نازل فينا ضرب كلنا .. تششششت .. و إيدي وجعتني … تششششت .. أوى … تشششت .. أوى .. تشششت .. أوى .. و لما … تشششت .. و لما قلت له … تشششت .. أنا عملت الواجب .. تششششت .. راح ضاربني … تششششت .. زيادة عن البنات … تششششت .. أصحابي .. تشششت .. مع إني .. تششششت .. و الله .. تشششت .. عملتوووووووه .. عاااااا .. تششششت .. تشششت ..

إيه المدرس الحمار دا؟!! .. يعني البت ذنبها إن الورقة اتكرمشت يقوم مطلعها و يضربها بالطريقة الهمجية دي؟!! .. دا ما يستحقش لقب مدرس بجد ..

قلت لها: طب و بعدين؟

مسحت حسنية دموعها و رمت المنديل جنب كومة الزبالة إللي جنبها دي .. أنا حاسس إني في حظيرة .. و قالت: و بعدين تشششت .. و أنا مروحة .. تشششت ..  كنت مهرية .. تشششت ..  من العياط .. تشششت .. أصحابي قعدوا جنبي … تشششت .. و الدادة .. تشششت ..  جابت لي إزازة .. تشششت .. تلج .. تشششت .. و حطتها على إيدي .. تشششت .. و عدى أستاذ .. تشششت .. فتحي أدامنا … تششششت .. و راح … تشششت .. و راح … اهئ .. و راح … تشششت .. و راح تافف علينا … تششششت .. و إحنا قاعدين … اهئ تششششت اهئ تششششت .. و تقريبا شتمني .. تششششت .. و أنا … تشششت .. و أنا .. تشششت .. و أنا معملتلوش حاجة .. تشششت .. والله …تشششت .. و الله يا مغاوري .. تشششت .. معملتلوش حاجة … تششششت .. اهئ اهئ عااااا اهئ …

يا خبره مش فايت .. بقى يعمل كده في أختي حبيبتي .. إيه المصيبة إللي إحنا فيها دي يا ربي … مدرس تربوي فاضل يعامل طالبة في خامسة ابتدائي لسه ما طلعتش من البيضة بالطريقة القاسية دي .. فيكي إيه يا بلد .. فيكي إيه يا مدارس …

طبعا أنا اتصدمت جدا بالموقف … يعني إيه مدرس يضرب طالبة عنده بالطريقة دي .. أيا كانت عملت إيه .. ويضربها أكتر من أي واحدة تانية معملتش الواجب لمجرد إنها عندت معاه .. و يا ريتها شتمته و لا قالت له حاجة بطالة .. أنا مش هسكت على إللي بيحصل دا مهما حصل .. هطلع شكوى لمدير المدرسة .. لأ … لوكيل الوزارة .. لا ميشفيش غليلي .. هطلعها للوزير نفسه .. برضو مش مرتاح .. هطلعها لرئيس الوزرا .. ضميري مش هيرتاح كده .. أنا هطلعها لــــ …

قاطعت حسنية أفكاري و قالت لي: هو أنا  .. تششت .. غلطت فيه .. تشششت ..  في حاجة يا مغاوري ؟ … تشششت …

قلت لها بعد أفكاري التطلعية إللي كنت فيها: لا يا حبيبتي .. إنتي ما غلطتيش لو كلمتيه بأسلوب محترم و كويس ..

قالت حسنية : و الله ما عليت صوتي .. تشششت .. و كلمته بمنتهى الأدب .. تششششت .. اهئ اهئ

مممممممم … طب أعمل معاها إيه دلوقتي ..

طبطبت عليها و قلت لها: صليتي العشا؟

قالت لي: لأ .. تشششت .. اهئ

قلت لها: طب صليها و نامي .. و الصباح رباح بإذن الله

بوست راسها و قلت لها: ما تزعليش نفسك .. كل حاجة هتبقى كويسة إن شاء الله

قالت لي و الدمعة على عنيها تاني: بس … تشششت .. أنا لسه … تشششت .. إيدي بتوجعني … تششششت .. اهئ ..

بصيت على إيديها … يا خبرك إللي مش معدي .. دا مدرس دا و لا عربجي .. دا البت إيديها مزرقة … حسبي الله و نعم الوكيل فيك مدرس .. بجد ما تستحقش كلمة مدرس دي أبدا أبدا …

قلت لها: معلش يا حبيبتي .. هابعت لك ماما تشوف إيدك و هشوف مع بابا إيه إللي ممكن نعمله مع المدرس دا .. ما تقلقيش .. هناخدلك حقك بإذن الله

و ابتسمت لها و ملست على شعرها .. البت دي عاوزة تستحمى ..

و خرجت من أودتها .. لقيت بابا نايم على الكنبة .. تقريبا ما قدرش يستنى دا كله .. و ماما قاعدة بتاكل في نفسها .. و بهيجة بتعمل الواجب بتاعها على الكرسي ..

و دائما أبدا .. التليفزيون مفتوح ..

أول ما خرجت من الأودة .. جريت عليا أمي و قالت لي: في إيه يا مغاوري؟ عرفت البت مالها ؟

قلت لها: أكيد يا ماما .. مدرس ضربها في المدرسة بس بغباء و البت إيديها مزرقة .. معلش يا ماما ادخلي شوفي لها حاجة تقلل وجع إيديها دا ..

أمي جريت على المطبخ بلهفة و بتكلم نفسها: إيديها مزرقة .. أومال البت ما قالتيش ليه نشوفهالها قبل ما توجعها أكتر و تعلم فيها ..

أول ما دخلت أمي المطبخ .. روحت أصحي أبويا من نومته .. لازم ناخد موقف حاسم في الموضوع دا ..

بابا .. بابا اصحى يا بابا .. كل دا نوم

صحى أبويا و كل صوته نعسان خالص و قالي: ها يا بني .. مالها حسنية ..

و قعدت أحكيله القصة من طأطأ .. لسلام عليكم ..

و مع كل حتة في الحدوتة .. أبويا يصحى زيادة و يركز أكتر ..

قال أبويا بغضب: و الله ما أنا سايبه .. أنا بنتي يحصل فيها دا كله .. هعرفه قيمته و مكانه عشان يحترم ولاد الناس .. إيش حال مدخلينها مدرسة خاصة ..

أه صحيح .. أومال بتوع الحكومة بيحصل فيهم إيه؟ .. يا دي الوكسة ..

قلت لأبويا: لا يا بابا .. مينفعش نتكلم عن مدرس بالطريقة دي أدام حسنية .. مهما كان عمل إيه .. إحنا نقولها هو غلط و لازم ياخد جزاؤه و خلاص .. عشان البت تفهم إنه برضو مدرس و له حق عليها ..

قال أبويا : طب و العمل يا مغاوري .. أنا عارف إنك بتفكر في حاجة كويسة .. إنت دماغك نضيفة ..

قلت له: بص يا والدي .. إحنا بكره نروح المدرسة عند حسنية .. و نشتكي المدرس للمدير .. و نخليه يجي بنفسه لمكتب المدير و نواجهه بحسنية .. و إن طلب الأمر هنفرد بالمدرس و أفهمه غلطته كمان ..

قال أبويا و هو بيكلم نفسه: إيش حال البت كانت عاملة الواجب .. أومال لو مكانتش عاملاه كان عمل فيها إيه ..

قلت في عقل بالي: كانت اترحمت طبعا .. دا عشان العند مش أكتر .. إللي يعيش ياما يشوف ..

تاني يوم روحنا مع حسنية المدرسة أنا و أبويا  .. و دخلنا على المدير ..

أبويا: يرضيك إللي أستاذ فتحي دا عمله في حسنية حضرتك؟

المدير: أستاذ فتحي؟ ماله؟

حكيت لسابع مرة القصة .. طبعا أمي إمبارح خليتني أحكيها سبعتلاف سبعمية و خمسين مرة .. بس مش مشكلة .. أهي بتدعيلنا في البيت ..

المدير بص لنا بغرابة جدا و قال: إزاي الكلام دا ؟!!..

قال أبويا: لازم تجيب أستاذ فتحي دا هنا أدامنا و تخليه يواجه البنت .. و إلا و الله ما أنا مخليها في المدرسة السنة دي .. و أختها الصغيرة مش هخليها تيجي هنا برضو

أختها الصغيرة؟!! .. جت إمتى دي؟ … شكل أبويا بيشتغل المدير اشتغالة جامدة جدا .. أوك يا والدي .. تعجبني ..

المدير: لا لا حضرتك .. ما تقلقش .. هنجيب أستاذ فتحي دلوقتي حالا ..

اتصل المدير بالتليفون إللي أدامه و قال: هاتوا لي أستاذ فتحي مدرس الرياضيات حالا  في مكتبي ..

المدير: اتفضلوا اقعدوا تشربوا إيه

يا برودك .. يا سيدي خلصنا عاوزين نروح الشغل ..

قعدنا و اتنلنا شربنا عقبال ما أستاذ فتحي دا جه ..

دخل أستاذ فتحي و أول ما بصيلنا … زي ما يكون في بعبع أدامه .. خاف أوي .. هي هي هي .. أحسن .. فرحان فيه جدا

أستاذ فتحي: أيوه حضرتك .. في حاجة

المدير بغضب شديد : إنت ضربت حسنية إمبارح لدرجة إنها رابطة إيدها من كتر الوجع

جدعة أمي دي .. ربطت إيد حسنية عشان تبين لهم مدى المعاناه إللي البنت فيها .. دا إحنا ولا ثلاثي أضواء المسرح ..

ارتبك أستاذ فتحي كتييير و قال: أصل .. أصل كشكولها كان مش مظبوط

أبويا بقى ما سكتش .. كشكول إيه يا أبو كشكول – أنا واثق لو أبويا كان مش في حضرة المدير كان قالها- بس جمع شتاته و قال: يعني إيه كشكولها مش مظبوط .. البنت كانت عاملة الواجب و كل إللي حصل إن كوباية ميه وقعت عليها و أمها قعدت تنشف فيها عشان تجيلك بالكشكول كويس .. و مهما كان إللي حصل ما ينفعش تضرب البنت بالأسلوب غير التربوي بالمرة دا .. البنت مبطلتش عياط من إمبارح .. و نايمة معيطة .. و جالها كوابيس مالهاش آخر .. و صاحية تقول العصاية العصاية .. جالها هس هس .. و بعد دا كله تقولي كشكول مش مظبوط ..

بصيت لحسنية أختي على أساس يعني أتأكد من موضوع العصاية دا .. راحت مدالي بوزها .. ففهمت إن أبويا بيكمل التمثيلية .. ولا توم كروز يا والدي .. معك حتى النهاية ..

أستاذ فتحي رد و قال: طب أنا المفروض أعمل إيه دلوقتي

رد أبويا بغضب شديد ردا على البرد القارص إللي طالع من نغاشيش أستاذ فتحي دا: حضرتك المفروض تعتذر .. و أنا لو من المدير – بعد إذن حضرتك يعني – كنت رفدتك أو على الأقل عملت لك خصم .. دا التربية قبل التعليم يا خوانا .. مش كده يا حضرة المدير ..

اوبااااااا .. أبويا زنقهم في خانة اليك .. بس عامل شغل جامد جدا .. كمل يا عمر يا شريف .. كمل يا أبويا ..

أستاذ فتحي ارتبك أوى .. حس إن مستقبله الوظيفي في المدرسة هينتهى باللحظة دي فقال: أنا آسف .. باعتذر

قام رد أبويا و لا الأسد و قال: و لما تفيت عليها – معلش يا حضرة المدير الألفاظ دي مش في مكتبك طبعا-

أبويا أكل المدير خلاص .. يا يوسف يا وهبي يا رافع راس العيلة ..

المدير: كمان تف عليها ؟!!

أبويا: أوماااال .. بلاش نقول عمل إيه كمان حضرتك

ههههههه .. ساب الخيال للمدير بقى يتخيل .. ماذا فعل أستاذ فتحي أيضا مع ابنتنا البريئة حسنية .. وراكي رجاله يا مصر ..

أستاذ فتحي: أنا مقصدش أعمل معاها كده .. بس هي المفروض ما تعندش معايا

بص المدير لأستاذ فتحي إنذارا بعقوبات للصبح هترف على دماغه .. فسكت أستاذ فتحي و قال: آسف .. باعتذر عن إللي حصل

أبويا ما سكتش .. لازم يشعللها نار و قال: دا ميرضينيش يا حضرة المدير .. ممكن يضايق بنتي أول ما نمشي .. و أكيد مش هنفضل قاعدين معاها طول الحصص يعني ..

المدير: طب حضرتك تؤمر بإيه؟

أبويا بكلمات حاسمة وواقعية: يتخصم منه مش أقل من عشر أيام .. و لو حضرتك ما خصمتهالوش .. ممكن أكلم وكيل الوزارة أو الوزير نفسه يرفده .. و أنا عند كلمتي .. آه

دا أبويا محسسهم إنه له واسطة كبيرة بقى .. دا إحنا اخرنا عم مصطفى ساعي البريد إللي بيوصل الجوابات للوزارة .. و يبقى قريبنا من بعيد كمان ..

المدير مسك ورقة أدامه و كتب عليها: يخصم من أستاذ فتحي عبد العليم عشرة أيام .. و إن تكرر هذا الفعل منه سيحول إلى التحقيق ..

أبويا بص لأستاذ فتحي نظرة المنتصر في معركة حربية .. و أستاذ فتحي يا عيني .. غلبان .. إللي يشوفه دلوقتي ما يقولش هو إللي يعمل البلاوي السودا دي كلها ..

و خلص الاجتماع على هذا الحال ..

و اتأكد المدير قبل ما نمشي إن أبويا هيجيب أختي الصغيرة إللي معرفهاش لحد دلوقتي السنة الجايه المدرسة بإذن الله .. ربط كلام يعني ..

بس أقولكم بصراحة .. أنا قلت كده المشكلة ما اتحليتش .. يعني كده إحنا ضربنا المدرس على إيده و قلناله ما تعملش كده تاني .. لكن هل فعلا مش هيعمل كده تاني؟ .. و هل ضميره من جوه اتغير فعلا؟

لازم أعرف المشكلة فين؟

و إحنا خارجين من أودة المدير .. روحت جريت على أستاذ فتحي و قلت له: هو ممكن أخد من وقتك 5 دقايق؟

أستاذ فتحي بمنتهة القرف: نعم .. عاوز حاجة تاني؟ .. مش كفايه العشر أيام إللي اتاخدوا مني دول .. عاوزين تخربوها أكتر ما هي خربانة ؟

قلت له: أستاذ فتحي .. أنا باحترم حضرتك جدا لأنك اعتذرت عن خطأ مكانش ينفع حضرتك تعمله .. لأنك انسان تربوي و خلوق .. عشان كده أنا كنت عاوز أعرف .. ليه حضرتك ضربت حسنية بالشكل دا إمبارح فعلا؟

حس إن إللي بيكلمه انسان محترم .. كلته بكلمتين .. إشمعنى والدي يعني .. فقالي: أنا كنت مخنوق إمبارح جدا .. بسبب ظروف مالية قاسية عندي .. لذلك لما لقيت حسنية بتعند معايا روحت قلت لازم أخد موقف إيجابي في حياتي و لو لمرة واحدة ..

يا سلااااااااااام .. موقف إيجابي .. ماشي يا أبو الإيجابية .. طبعا الكلام دا في سري

قلت له: طب هل الضرب دا كان موقف إيجابي؟ يعني مش شايف إن العقاب بالضرب دا مبيجيبش فايدة تماما منذ بدء الخليقة؟

مين بدء الخليقة دا .. ما علينا إللي جه في لساني بقى ..

قالي: ممكن يكون الضرب مبيجيبش نتيجة .. لكن من وجهة نظرك يعني هنعاقب إللي بيغلط بإيه؟

ممممممم .. سؤال حيوي و قوي .. لازم أفكر فيه بجدية ..

قلت له: في حاجات كتير ممكن نعملها عشان نعاقب الطلبة بس بأسلوب تربوي أكتر .. على العموم سيبني أفكر في الموضوع و أرد على حضرتك ..

و أخدت رقم تليفون بيته .. و سلمنا على بعض و قلت له ما تزعلش طبعا من اللي حصل من أبويا .. أصل كان نفسه يطلع ممثل

و آخر كلمة قلتهاله: حاول تفصل بين حياتك الشخصية و بين المدرسة .. لإن الاتنين مينفعش يمشوا مع بعض أبدا ..

والدي طبعا كان مخنوق من وقفني مع اللي اسمه فتحي دا – دا رأي أبويا فيه – فقلت له إن لازم نحل المشكلة من جذورها أفضل ..

طلعت حسنية لفصلها .. و روحت أنا و أبويا الشغل ..

لما رجعت للبيت ..  دخلت أودتي و قلت هعمل بحث شديد جدا عن إيه هي الطرق المختلفة التانية إللي ممكن نعاقب بيها الطلبة أحسن من الضرب ..

فتحت الإنترنت العنتيل .. و بحثت في جوجل أبو الأفكار ..

يا ما شاء الله .. كل دي أفكار و مواقع و الناس سايباها و لسه بتستخدم الضرب ..

تعالوا أقولكم بس بعض الأفكار إللي جمعتها ..

- المدرس يدخل الفصل و يطلب من الطلبة إنه هيعمل لوحة كبيرة هيتكتب فيها اسم أكتر واحد كويس في الفصل كل أسبوع .. و لو اتكرر اسم واحد مرتين ياخد جايزة .. و لو في ناس ما اتكرروش خالص يكلمهم و يعرف منهم ليه مش بيذاكروا أو ليه هما مش كويسين .. و يكون في شئون اجتماعية حية في المدرسة تقوم بمناقشة مشكلات الطلبة إللي مش بيظهروا في اللوحة ..

- النظرة القاسية أقوى من الضرب بمراحل .. يعني لو حد أخطأ و نظرت له نظرة قاسية أو خاصمته أحسن من إنك تنزل فيه ضرب .. لإن كل مرة هيقول كمااااااان ..

- طرطور البليد .. لو حد يظهر عليه إنه سيء يلبس طرطور على راسه طول الأسبوع .. هيخاف الأسبوع التاني إنه يلبسه لإنه هيتقال عليه إنه بليد الفصل .. وضمير الانسان أيا كان سنه دايما مبيرضاش بالإهانة ..

- زي ما بتعاقب لازم تثيب .. يعني زي ما الطالب بيغلط بتعاقبه .. لازم لما يعمل حاجة كويسة تكافؤه .. و إلا بكده كله هيكسل لإن مفيش هدف ..

دي مجرد أفكار بسيطة جدا عن البحث إللي عملته ..

و بعد ما رتبته .. تاني يوم طبعته .. و روحت في نهاية الأسبوع قدمته في المدرسة .. رحب بيا المدير جدا .. ما أنا بقى ليا واسطة عنده و هي أبويا .. و أخد الدفتر و راجعه مع المدرسين ..

و قبل كده اتصلت بأستاذ فتحي و قلت له على شويه أفكار من اللي لقيتها .. لقيته مرحب جدا بالفكرة .. و حس بأهميته كمدرس في الفصل .. و كتربوي في المدرسة ..

في خلال شهر واحد بس .. نزل ورق مطبوع لدليل المدرس في التربية و التعليم في المدارس ..

تخيلوا .. أستاذ فتحي هو اللي كان مشرف على النشاط الجديد دا ..

من وجهة نظري .. مينفعش تقولي ما تعملش كذا إلا لما تجيب لي بديل .. ما هو إزاي هبطل الغلط دا إلا لو لقيت حاجة تانية أحسن منه أعملها ..

و من يوميها .. و حسنية بقت بتحب المدرسة أكتر من الأول ..

صحيح .. أصل الضرب في التلميذ … حرام …

Sunday, February 14, 2010

الحب الضائع ..

طبعا أول مرة أتأخر الكام يوم دول .. بس جايلكم بموضوع جديد و مفيد .. يا ريت تشاركوني فيه …

طبعا إنتو عارفين إننا في موسم عيد الحب دلوقتي .. كل سنة و إنتو حبوبين ..

طبعا في ناس كتير سمعوا إن عبد الحب دا حرام و تشبه بالنصارى و إن لازم إننا ناخد وقفة جامدة ضد العيد دا عشان نوعي المسلمين بالعيد دا و نخليهم ياخدوا بالهم من خطر الاحتفال بهذا العيد ..

كلام جميل و متين و قوي و ملامين .. و بيدخل من الودن الشمال ..و للأسف في ناس بتطلعه من اليمين …

تعالوا أقولكم إزاي احتفلنا بعيد الحب عندنا في البيت .. و إزاي تفادينا الاحتفال بالعيد دا و بدلناه بالحب الضائع في بيوتنا..

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

أمي .. أعانها الله .. على نياتها .. أنا واثق جدا إنها طيبة و طيبتها دي أحيانا بتوديها في داهية .. و بتتعامل مع الأمور بسطحية تامة شاملة كاملة مين هنااااك..

روحت من الشغل كعادتي كل يوم .. لقيت أبويا قاعد على الأرض ورابط راسه بإيشارب .. و البيت كلها بالونات حمرا و بيضا و خضرا وصفرا .. بسم الله الرحمن الرحيم .. هو ايه إللي حصل في بيتنا يا جدعان ؟ .. يمكن غلطت في عنوان الشقة؟ … بس أبويا على الأرض أهو و المفتاح فتح الباب كمان .. في إيه يا بشر؟ .. حد يفهمني ..

لقيت حسنية جايه من جوه و لابسه فستان أحمر و عامله شعرها موزامبيليه .. و بهيجة خارجة وراها و ضاربة شعرها في الخلاط و ملخبطة وشها بشوية بويا .. و قال إيه يا حبايبي يا حلوين .. أمي خارجة وراهم و لابسة فستان بمبى معرفش جابته منين و عامله شعرها كور … يا دي النهار اللي مش فايت ..

طبعا أنا مخضوض .. و مش عارف إيه إللي بيحصل في بيتنا دا .. إيه يا ماما في إيه بيحصل في البيت؟؟؟؟

راحت ردت أمي و قالت: عاوزين نفرح بعيد الحب يا مغاوري .. إيه إحنا أقل من شكرية صاحبتي و لا أقل من مديحة جارتنا

حسبي الله و نعم الوكيل .. مش قلت لكم طيبة و طيبتها هي إللي مودياها في داهية

قبل ما أنطق بربع كلمة لقيت أبويا قام من الأرض و هو رابط راسه زي ما يكون ست بيت خارجة من المطبخ بعد شوط مواعين و زعق في وشها و قال: يا نبوية أرحميني و ارحمي ولادك .. عيد حب إيه إللي بنحتفل بيه دا .. هو إحنا مش السنة اللي فاتت اتكلمنا في الموضوع دا و قلنا إنه حرام و لازم نعود ولادنا إنهم يحتفلوا بالمناسبات الدينية بس عشان يقدروا قيمة دينهم و يفرحوا زي ما رسولنا الحبيب كان بيفرح

قلت: صلى الله عليه و سلم ..

كمل أبويا و هو شايل في قلبه على الآخر: يا نبوية .. حاسبي على تصرفاتك أدام الولاد .. حرام نطلع فيهم قيم و مبادئء سيئة زي إللي إنتي بتعمليها دي .. مش نحاسب على تصرفاتنا شويه

ردت أمي و قالت: بقالك 3 ساعات بتتكلم في نفس الموضوع و قلت لك هحتفل يعني هحتفل .. إحنا مش أقل من حد .. و بعدين مالها تصرفاتي إن شاء الله .. شوفتني عملت حفلة و عزمت أصحابي و اصحاب ولادك و لا خرجت في الشارع بفساتينا دي … عجبي

أبويا قعد على الأرض و قعد يعيط .. تخيلوا أبويا العنتيل يعيط كده .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. دي مأساة و الله .. بجد مأساة

قلت لأمي: يا ماما مينفعش إننا نقلد الكفار لمجرد الاحتفال .. إحنا عندنا أعياد تكفينا و نقدر نفرح فيها زي ما إحنا عاوزين .. و نقدر نخلي كل أيامنا أفراح بس لو فكرنا بالعقل شويه

قالت أمي : فكر يا أبو الأفكار ..

سكتت شويه ولفيت في الصالة لفة و بعدين قعدت جنب أبويا على الأرض و قلت: يعني مثلا لما العيال ينجحوا في الامتحانات نعمل لهم حفلة ..

ردت أمي بمنتهى الـ …… : طب لو سقطوا .. هننكد على نفسنا يعني

بصيت لأبويا في نفس اللحظة إللي كان بيبص لي فيها .. لقيته زي ما يكون هيتشل فقلت ألحق الموقف قبل ما يتعدى المستشفى أو البوليس كالعادة: بصي يا ماما .. في مواقف كتير ممكن تفرحنا و تقربنا من بعض .. مش لازم نعمل حاجة تغضب ربنا عشان نفرح و لا إيه

قالت أمي: و إيه إللي بنعمله يغضب ربنا يعني؟

قلت لها: من تشبه بقوم فهو منهم … يعني إحنا دلوقتي بنتشبه بغير مسلمين .. هل تحبي تكوني من غير المسلمين يا ماما؟

ردت أمي بسرعة جدا: تف من بقك يا مغاوري .. بس دا إحنا بنفرح بس .. وبعدين إشمعنى .. ما كل أصحابي و جيراني بيحتفلوا .. إشمعنى أنا

قلت لها: مش لازم نقلد الناس بدون فهم .. لازم نفهم و لو لقينا في حاجة غلط عملناها يبقى نحاول إننا نصلحها و منعملهاش تاني .. الصح صح من غير تزويق يا ماما

سكتت ماما شويتين ثلاثة سبعة كده .. و بعدين قالت: خلاص يا مغاوري .. بس فكرلنا بقى إزاي نعوض الفرحة دي بفرحة تانية ..

قعدت أفكر شويه .. و افتكرت حاجة قالها لي صاحبي في الشغل النهارده و قلت لها: طب ما تيجي نحتفل بالمولد النبوي الشريف يا ماما؟

فكرت أمي شويه و قالت: طب خلاص بقى نروح نجيب حلاوة المولد …

قبل ما تكمل عشان ما اتشلش قلت لها: لا يا ماما .. الاحتفال بالمولد النبوي مش بحلاوة المولد يا ماما .. إحنا هنحتفل بيه بطريقة تانية محدش احتفل بيها قبل كده

قام والدي من قعدته و كإن الروح اتردت فيه تاني .. و قالت أمي: أيوه كده عشان أغيظ شكرية و مديحة ..

يا صبر أيوب .. معلش معلش .. أمي و بحبها و عارف إنها طيبة و على نياتها

قبل ما اتكلم لقيت والدي بيقولي: أنا بقى هكمل بدالك يا مغاوري يا بني .. إحنا ممكن نتعلم سنة جديدة من النبي صلى الله عليه و سلم

كلنا قلنا: عليك الصلاة و السلام يا نبي

كمل أبويا و قال: و نعمل جدول كبير في الصالة هنا .. كل يوم نكتب سنة جديدة عن النبي و نتعلمها و نعمل بيها ..

كملت مع أبويا و قلت: و نجيب ورق كرتون و نكتب عليه السنة دي و كل واحد يوزعها بمعرفته في الشغل .. في السوق .. في المدرسة .. و بكده يبقى أخدنا ثواب كبير أوى

قالت أمي على مضض: طب و البلالين دي هفسها ؟

قلت لأمي و أنا باضحك على أفسها دي و قلت: لا يا ماما .. سيبيها .. دي بقى نحتفل بالترقية الجديدة إللي خدتها في الشغل النهارده

قامت أمي و زغردت لوحدها من غير ما حد يكلمها و حضنتني و قالت لي: راجل من ضهر راجل يا مغاوري .. بسم الله ما شاء الله يا حبيبي .. يغزيك من العين يا نور عيني

و أبويا فك رباط القوة إللي كان حاطه على راسه دا و قال: ربنا يبارك فيك يا مغاوري يا بني .. كده تعجبني

و تحول الاحتفال بعيد الحب المزعوم عندنا في البيت .. باحتفال بالنبي صلى الله عليه و سلم .. بس بطريقة مختلفة .. الصحابة و التابعين ما احتفلوش بالمولد النبوي إنهم يوزعوا حاجات حلوة عليهم و يطلعوا في تليفزيون قريش بكام فيلم ..  لكن احتفالهم كان بحب النبي و الصدق في حبهم له …

و لما فتحنا التليفزيون بالليل .. لقينا المذيعة الحسناء طالعة بتقول .. و بمناسبة عيد الحب بنهديكم باقة من أغاني الفيديو كليب …

من غير ما نتعصب .. لقينا أمي لوحدها برضو قلبت القناة و قالت: إحنا خلاص احتفلنا باللي يخصنا .. مالناش دعوة بالناس التانية دي

فرحان بيك يا أمي أوى و الله .. وربنا يهدينا جميعا للخير دايما يا رب

Sunday, February 7, 2010

ابجني … برضو مش هتجدني ..

مش زي عوايده خالص النهارده .. جاي و عينيه كلها تطق شرار .. في حاجة زعلته .. أكيد في حاجة زعلته .. أومال بيعاملني كده ليه بٍس؟

أمي كانت بتكلم نفسها في المطبخ .. أبويا رجع من الشغل و هو مش طايق حد في البيت .. في إيه .. منعرفش .. إيه إللي مخليه كده .. برضو منعرفش .. ربنا يستر ..

بس أمي طبعا أعصابها رهيفة .. مش قادرة تتخيل إن والدي يزعق لها من غير ما تعمل حاجة كده .. ما هي لازم تعمل حاجة مش مظبوطة كده عشان تستوعب إنه بيزعق ليه .. فطبعا يا عيني قعدت تكلم نفسها و أنا جنبها مش عارف أعمل إيه .. فرحت لأبويا أشوف إيه المشكلة ..

دخلت أودته أول حاجة عملها قالي: إيه إللي جابك هنا .. أنا عاوز أقعد لوحدي

قلت له: طب ممكن نعرف بس حضرتك مالك .. من ساعة ما حضرتك جيت و إنت متضايق و مكلضم وكلنا قلقانين عليك

قالي و هو مخنووووق جدا: تخليت عن مبادئي …

بسم الله الرحمن الرحيم .. مبادئ إيه و كلام كبير إيه … لا لا دا الموضوع شكله تحفففففة … فقلت له بقلق: مش فاهم يا بابا .. في إيه بجد؟ قلقتني عليك أوى

قالي و الدمعة على عينه .. بجد كان حالته تصعب على الواحد: النهارده جالي واحد المصلحة و كان عاوزني أمشيله ورقه بسرعة عشان مستعجل .. و أنا كان معايا واحدة ست عجوزة .. لو ستك كانت عايشة كانت هتبقى أدها في السن .. و مش قادرة تقف و لا تصلب طولها .. و جه أستاذ إسماعيل لا يكسب و لا يربح و قومها عشان البيه الباشا يقعد .. روحت قايم من مكتبي و جبت لها كرسي من مكتب تاني و خليتها تقعد .. و خدتها عند إني هخلص ورق الست دي الأول .. هي نهيبة و لا نهيبة يعني .. و بعدين هي إللي جت الأول و المثل بيقول فيدز إز فينيست … قعدت أخلص في ورقها و أدور في الملقات عشان أخلص لها مصلحتها …

سكت أبويا شويه و قلت له: طب إيه المشكلة .. ما تخلص لها ورقها و خلاص يعني

قالي وصوته كله مخنوق: ما أنا كنت فاكر كده يا بني .. بس لقيت سي الأستاذ إسماعيل جاي ووطى عليا كده و قالي: خلص الباشا الأول دا الباشا الكبير و لازم تخلصه أول بأول عشان ما تترفدش النهارده ..طبعا أنا روحت فازع فيه و قلت له: الست دي جايه بقالها يجي ساعة و كل ما تروح لموظف يقولها روحي اعملي دمغة عند فلان و روحي هاتي لي ورقة عليها ميت شاهد عشان أخلص لك الورق .. و الست دي من حقها ورقها يخلص الأول .. إنت أول مرة تعرفني يا أستاذ إسماعيل و لا إيه

قلت له: جدع يا بابا .. طب ما إنت كويس أهو .. أكيد الباشا التاني دا سكت بقى

قالي : يا ريييييييييييت .. بس تقول إيه .. حكم القوى .. لقيت أستاذ إسماعيل موطي عليا تاني و قالي: إنت عارف مين الباشا .. قلت له بصوت عالي: مين يعني سيادته .. وطي عليا تاني وقالي: دا البيه سواق ابن وكيل الوزارة ..طبعا أنا الدم غلي في نافوخي .. واحد سواق أنا أحسن منه مليون مرة قاعد و منجعص و حاطط رجل على رجل أدامي و يقوم الست الغلبانة عشان يقعد بسلامته .. روحت زعقت في أستاذ إسماعيل و قلت له: و أنا مالي ومال الحاجات إللي مالهاش لازمة دي .. أنا هنا في شغل .. و إنت عارف إني في شغلي معرفش خيارو فقوس .. كله عندي واحد .. و إللي بيجي الأول هو إللي ورقه بيخلص الأول .. أقولها تاني ولا إيه يا أستاذ إسماعيل

قلت له: بجد جامد يا والدي .. طب إيه المشكلة بس

قالي: المشكلة يا بني إن الباشا السواق راح قايم و قال:كل دا هيوصل للباشا الكبير .. أنا سواق البيه الصغير أقعد مستني واحد زيك عشان يخلص لي ورق البيه .. طب و الله لا يوصل للباشا ..

قلت له: يا خبر أبيض طب و بعدين

قالي: و لا قبلين ..  أنا اتحمقت أوى و قلت له: الباشاوات و البهوات خلصوا من زمان و دلوقتي كلنا ولاد تسعة يا فندم ..

قلت له: برافو يا بابا .. أومال ما بنشوفش الجدعنة دي بينك و بين ماما ليه يعني

قالي: اسكت يا وله و إلا مش هكمل …

قلت له: لا خلاص خلاص .. كمل يا بابا

قالي بعد تنهيدة طويلة: الأستاذ إسماعيل ربنا يخليه لمصر و الأمة العربية راح مميل على الباشا السواق وقاله حاجة في ودانه .. راح السواق انشكح كده و فجأة لقيته مطلع ظرف من جيبه و حاطه أدامي .. قلت له طبعا بسذاجة: إيه الظرف دا .. قالي : دا الشاي بتاعك … الدم كان خلاص هيخرج من مناخيري من كتر الاندفاع قلت له: لا شاي و لا قهوة يا فندي إنت .. إحنا هنا مصلحة حكومية و في حاجة اسمها نظام و هخلص ورق الست الغلبانة دي الأول يعني هخلصه الأول .. فاهم حضرتك .. و روحت بقى مخبط في الكل و قلت: و بعدين إنت حياله سواق حكومي يعني زيك زي سواق أتوبيس الحكومة برضو يعني بلاش العنطظة دي ..

قلت له: يا خبر أبيض .. إيه يا بابا دا .. دا إنت خبطت في الحلل على الآخر ..

قالي : و يا ريتني ما عملت كده .. فجأة و جه مدير المصلحة و زعق: إيه الدوشة إللي عندكوا دي .. روحت جاري عليه و حكت له الحكاية بمنتهى الثقة إنه هيساعدني و يقف جنبي .. بعد ما حكيتله القصة لقيته سكت شويه .. و راح رايح لسواق الباشا و مسلم عليه و قاله: ورقك على عينيا بس إنت تبقى افتكرنا عند الباشا بكلمتين حلوين و انسى اللي حصل دا ..

يا خبر أبيض على الكوسة .. سواق يبقى أحسن من موظف الحكومة .. إيه البلاوي إللي نازلة علينا دي يا رب

راح أبويا مكمل و قال: طبعا أنا كنت خلاص منهار على الآخر .. و مدير المصلحة قالي خد الظرف دا و خلص شغل الباشا لأحسن من النهارده لا إنت موظف هنا و لا ليك أي علاقة بالمصلحة .. و راح أستاذ إسماعيل واخد الظرف و حاطه في درج مكتبي و قالي : يلا بقى يا حنفي ما تنشفش دماغك أومال .. وقعت على الكرسي .. و قعدت أفكر كتير أوى .. أفكر في ديوني و أفكر فيكم و أفكر في كل حاجة حواليا .. بقالي 25 سنة باشتغل في المصلحة ما أخدتش قرش حرام عليا و لا على ولادي .. بقالي 25 سنة باتداين و باركب الأتوبيس و شايف زمايلي كلهم إللي جاب عربية و إللي اشتري شقة واسعة و إللي و إللي .. و قلت لنفسي رضا ربك قبل رضا أي مخلوق على وجه الأرض .. و المصلحة كلها عارفة إني عمري لا باخد شاي و لا قهوة ولا حتى نسكافيه عشان أبدي حد على حد .. و في الآخر يجي سواق عند ابن وكيل الوزارة يعمل فيا كده .. حتة سواق لا راح و لا جه يحط رجل على رجل في وشي و يجبرني إني أخد رشوة و اخلص له ورقه قبل الست المسكينة دي .. بصيت في عينين الست اللي واقفة مزهولة من الموقف و لقيتها بتعيط حاولت أفهمها إن مش بإيدي إللي بيحصل دا .. لكن فين .. مش عارف أقول لها أي حاجة و أستاذ إسماعيل ورايا و السواق الدهل دا أدامي .. كنت خلاص في النفس الأخير .. و للأسف رضخت للأمر ا لواقع و خلصت له ورقه و مشي و هو كله تكبر و غرور عشان كلمته هيا إللي مشيت برضو .. مع إن ورقه دا المفروض بالروتين الحكومي يقعد شهر عقبال ما يخلص .. لكن تقول إيه إللي معاه قرش يسوى قرش .. و إللي معاه ظرف يسوى إللي جوه الظرف .. حاجة تجن .. حاجة تجن

قعد أبويا يعيط و يبكي من كتر الألم إللي حس بيه النهارده .. و أنا كنت خلاص هنفجر و نفسي أصرخ في وش العالم كله .. أبويا الشريف العفيف يتعمل فيه كده .. أبويا إللي كله نزاهة و حب لتراب البلد دي يتعمل فيه كده .. و عشان إيه .. عشان الفلوس .. يا خي طظ في أي حاجة تعمل في انسان شريف كده ..

طبطبت على أبويا و قلت له: ما تزعلش يا بابا .. هيا الدنيا كده .. و للأسف إحنا إللي سمحنا للكبار إنهم يكبروا على قفانا .. و سمحنا للدنيا إنها تمشي بالمعووج ..

قالي و هو بيمسح دموعه: حد الله بيني و بين الحرام يا بني

و راح قايم و جاب لي الظرف و راماه أدامي وقالي: أنا معرفش هما فيهم كام بالظبط لإني ما فتحتهوش .. خده ووديه لأي مسجد أو ملجأ و اتبرع لهم بيه .. و ربنا يسامحني على إللي حصل دا .. ربنا يسامحني ..

بصراحة .. حسيت إني لازم أسيبه يقعد بينه و بين نفسه .. و قلت لنفسي: المشكلة فين؟ .. بجد المشكلة فين هنا؟ .. مش عارف أجاوب على السؤال دا بالذات .. لإنه مش بإيدي .. بس كل إللي أنا حاسس بيه إن لو كلنا ربينا ولادنا على إنهم ما يمشوش بمبادئ أبجني تجدني و اظرفني تصرفني و غديني تلاقيني  و عشيني تمشيني … أكيد هيجي اليوم إللي نلاقي فيه جيل جديد طالع لنا مفيهوش غش و لا خداع و لا نفاق و لا رشوة .. أكيد هنلاقي جيل مختلف يقف في الطابور عشان جه متأخر و ميزعلش لإن دا الصح و هنلاقي جيل عمره ما ياخد ولا يقبل على نفسه قرش واحد حرام في سبيل أي متعة في الدنيا ..

أول ما خرجت من أودة أبويا لقيت أمي طالعة من المطبخ و بتقولي: إيه يا مغاوري يا بني .. معرفتش إيه مزعل أبوك ..

قلت لها: بكره يهدى …. و ادعيلنا ربنا يفك كرب جيلنا على خير …

ساعة طبعا عشان أمي تنطقني و أنا حالف يمين طلاق ما أنا قايلها .. و أخدت الفلوس و جري على أقرب مسجد و حطيت الظرف في صنودق التبرعات و كتبت عليه: دي كانت رشوة أخدها واحد برئ منها و حب إنها ترجع لربنا تاني عشان تنضف من أي سوء ..