دايما بتشتكي يا ابن آدم من الظلم و الجور ..
قوم بص لحالك و لف و دور ..
هتلاقي في الأساس حياتك مشكلة ..
عاوزاك تصلح فيها و تبدأ تثور ..

خدها مني نصيحة
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

وابــــــدأ بنفســـــك ...

Thursday, January 21, 2010

جواز صلاح من أوشة .. بااااااااطل ..

هههههههههه اهئ اهئ … لا و الله … ههههههههههههه اهئ اهئ اهئ

لا بجد بجد .. ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه اهئئئئئئئئئئ اهئئئئئئئئئئئئئئئئ اهئئئئئئئئئئئئئئئئ

دا أنا يا جماعة .. ما تقلقوش .. لسه ما اتجننتش .. بس أنا شكلي هتجنن فعلا .. لا و الله .. دا هم يضحك و هم يبكي برضو في نفس الوقت ..

مش عارف بجد الموقف دا يتعمل فيه إيه؟؟ .. لا و الله مش عارف ..

خلاص خلاص .. هحكيلكم بس بشرط .. ما تضحكوش خاااااااااالص.. لإنكم في الآخر هتكشتفوا إن بجد خيبيتنا بقت بالويبة ..

قال إيه .. قال إيه يا جدعان … هههههههههه اهئ اهئ .. لا خلاص هتكلم بجد .. بس يا رب امسك نفسي

بهيجة أختي ربنا يخليهالي و يبشرها بالخير دايما .. إذ فجأة و منذ زمن برييييييح .. قالت لي في موضوع خطير جدا لازم أكلمك فيه لأحسن أنا مش عارفة أعمل إيه ..

أنا اتخضيت بصراحة .. قلت لها: مالك يا بهيجة .. إنتي من ساعة ما جيتي من المدرسة أصلا و إنتي وشك أصفر و حالتك حالة .. مالك يا بت؟

سكتت و حطت وشها في الأرض .. و قالت لي: ممكن نخرج شويه لأحسن أنا مخنوقة ..

مخنوقة .. كفا الله الشر .. قلت لها: طبعا يا حبيبتي .. نخرج و ماله .. روحي البسي و أنا هاغير هدومي و هاجيلك حالا ..

لبست و اتشيكت قال يعني خارج مع خطيبتي .. من بقى لباب السما ياااااا رب .. ما علينا .. خلينا في موضوع بهيجة أهم .. و خرجت من أودتي و لقيتها لبست عباية سودا و طرحة كبيرة أسود في أبيض .. إيه النكد إللي على بالليل .. دا .. دي لو خطيبتي كنت طلقتها بالسبعتاشر .. حسبي الله و نعم الوكيل ..

طبعا قلت لأمي أنا خارج مع بهيجة .. و عاديكم .. سين و جيم لحد ما تعبت .. رايحين فين .. و البت مالها .. تبقى طمني .. إياك تخبي عليا حاجة .. طب و البت ما جتش تكلمني أنا ليه يعني .. المفروض تكلم أمها مش أخوها .. و قال يعني إنت هتعمل لها حاجة يا  …… معلش الرقابة قطعت الكلام إللي مالوش لازمة لإن أمي طبعا فتحت في وصلة الردح المعروفة .. ربنا يستر ..

الحمد لله بعد ساعة إلا ربع من الكلام مع أمي أخييييييرا .. خرجنااااااا … لولولولولولوى … إفراج يا بهيجة

البت ما بتضحكش برضو .. أنا خايف على البت دي أوى بجد .. ليكون إللي في بالي ؟!!! .. لالا أنا أختي أشرف من الشرف .. مستحيل تكون استلفت فلوس من حد يعني و مش عارفة ترجعها (أنا عارف إن دماغكم راحت لبعيد .. أنا محترم على فكرة )

أم هند .. خرجنا و اتمشينا على كورنيش كوبري الجامعة الساعة 8 بالليل .. طبعا كل واحد واخد له واحدة بتاعته يعني على الكورنيش .. و أنا خارج مع أختي .. و المصيبة إني ممكن يعني أمثل و لا حاجة .. بس البت قصيرة أوى .. صعب يعني أقدر أمثل حاجة … يلا ما علينا .. المهم إننا كنا مفقوسين أوى إننا واحد و أخته رايحين يتفسحوا ..

وقفنا على الكورنيش في مكان فاضي شويه .. و قلت لها: مالك يا بهيجة؟ .. إنتي زعلانة من إيه بقى

بصت لي و عينيها كانت خلاص هتنفجر من الدموع بس مسكت نفسها و قالت لي: ممكن أسألك سؤال

قلت لها و أنا مخضوض أوى: اتفضلي طبعا

قالت لي: يعني إيه جواز عرفي؟!!

يا خبر أسوووووووود .. جواز عرفي .. أنا مصدوم .. لا بجد مصدوم .. البت اتجوزت عرفي .. نفسي أرميها في النيل دلوقتي .. لا لا بجد لازم أرميها .. دا أنا لو روحت لهم في البيت بيها هتبقى مصيبة .. طب أقول لأمي إيه .. و أقول لأبويا إيه .. و أقول لحسنية الأروبة إيه .. يا خبر أسود ..

حاولت أهدى شويه عشان أفهم إيه إللي بيحصل بالظبط .. راحت قالت لي: أنا عاوزة أفهم يعني إيه جواز؟!!

احم .. نعم!! .. طب أرد عليها أقول لها إيه يعني .. بعد كل المسلسلات إللي بتشوفها مع أمي دي و متعرفش لسه يعني إيه جواز .. أكيد في حاجة غلط .. بس أرد عليها إزاي دلوقتي.. دا أسخف سؤال اتسئله بعد أما مدرس التاريخ سألني و أنا في الثانوية “مين هو محمد علي كلاي؟” ..و بعدين هي ما عدت على ثالثة إعدادي دي ؟!! .. فتنحت زيادة و أثبت مدى عبطي و تخلفي .. لكن بهيجة ردت عليا باجابة أنقح: أنا عارفة يعني إيه جواز .. أنا قصدي العرفي دا يعني إيه؟

فينك يا اماااااا .. تعالى شوفك بنتك و هي بتقول شعر .. هي إزاي ما راحتش تسأل أمي أحسن .. كانت على الأقل شرحت لها بتفصيل .. ممممم . لازم أكون ذو حنكة في الأداء عشان أعرف أرد عليها .. فقلت لها: الجواز العرفي دا يعني جواز زي ما إنتي فاهماه .. بس جواز مش شرعي يعني لا يرضي ربنا و لا يرضى عنه المجتمع

قالت لي بشحتفة: طب و ليه دا ميرضيش ربنا؟

ممممم .. دخلنا في الجد .. قلت لها: لإن الناس متعرفش إن الاتنين دول متجوزين .. يعني اتجوزوا في السر بدون علم أهلهم .. و شرط الزواج الشرعي إنه يكون معلوم من أهل العروسين

ردت عليا و هي متنرفزة جدا: طب و هو ليه أصلا لازم يتعرف .. ما هم اتجوزوا و هما فرحانين و خلاص .. لازم يعني ننغص عليهم عيشتهم

يا دي النيلة .. هي هتقوم تضربني و لا إيه .. لازم أوضع حد للمهزلة دي .. فقلت لها: ما تقومي تاخديني قلمين أحسن .. اهدي و إنتي بتكلميني عشان أفهم إنتي مالك أصلا .. غير كده هما لو مبيعملوش حاجة غلط كانوا قالوا للناس كلهم إنهم متجوزين

سكتت شويتين ثلاثة أربعة … خمسة ستة سبعة .. لا دا كتير أوى .. لسه هبهدلها ردت عليا و قالت: طب وهما ليه يعملوا حاجة غلط؟

ممممم .. البت شكلها متدمر أوى .. هو في إيه في البت دي .. لازم أعرف اسم الحيوان إللي ضايقها عشان أعرف أربيه و أخد بتارها منه .. قلت لها: بيعملوا حاجة غلط عشان هما مش متربيين صح .. و عشان عارفين إن إللي بيعملوه غلط و مع ذلك بيعملوه ..

سكتت تاني .. يا دي النيلة .. ما أنا لازم أعرف إيه المشكلة .. أنا الفار بدأ ياكل و يشرب و ينام في عبي أصلا .. أخيرا حنت عليا و قالت لي : عارف أوشة صاحبتي؟!!

أخيرا نطقت بحاجة جديدة .. قلت لها: إنتي بتتكلمي عنها كتير .. لكن أنا معرفهاش معرفة شخصية يعني .. بس مالها أوشة؟

قعدت تعييييييييط .. و فتحت مناحة ما بعدها مناحة .. يا دي النيلة عليا و على إللي عاوزينني .. قلت لها بحنية غيرمعهودة: مالك يا بنتي .. و مالها أوشة دي ؟

مسحت دموعها و قالت : واحد اسمه صلاح .. اهئ اهئ

و كمان صلاح .. مين عم صلاح دا كمان .. الحكاية شكلها هيحلو .. بس شكل كده البت بهيجة مالهاش ذنب .. هو صلاح دا إللي عامل المشاكل دي كلها مع البت أوشة صاحبتها .. هي الحكاية وضحت .. بس مش عارف ليه بهيجة هتموت نفسها من العياط كده ..

فقلت لها: طب ممكن أفهم بس يا حبي إيه إللي جري ..

بدأت تهدي و قعدت أطبطب على كتفها .. ربنا يسامحها ابن اللذينة إللي في الشارع ماشي جنبنا ويقول : يا بختك يا عم .. و بتصالحها كمان

يا دي النيلة عليا .. إيه إللي جابنا في المكان المشبوه دا أصلا .. ما كنا نروح أي كافيتيريا أحسن .. صحيح هكع مبلغ محترم بس مش مشكلة .. المهم نعرف ليه البت بهيجة بالشكل دا ..

أخيرا نطقت و فهمت القصة كلها: صلاح دا كانت أوشة ماشية معاه .. و بعدين أنا كنت كل شويه أقول لها عيب كده .. ميصحش كده .. حرام إللي بتعمليه دا .. و كل شويه كانت تسألني و هو عيب في إيه و ميصحش ليه و حرام على إيه .. أنا مبعملش حاجة غلط .. ما كل الناس بتعمل كده .. و أنا من هبلي و عدم فهمي مكنتش عارفة فعلا أقول لها إيه .. هو عيب دا ليه و لا ميصحش ليه .. وإيه إللي خلاه حرام .. أنا كل إللي باشوفه في المسلسلات إنهم بيحبوا بعض أوى و بيبقوا كويسين في الآخر و بيتجوزوا كمان .. يبقى ليه دا حرام يعني .. و إيه إللي خلاه عيب ..

البت فعلا داست على أوتار حساسة كتيرة أوى .. بس هقول لها إيه .. هي دي الحقيقة فعلا .. هو عيب و حرام و ميصحش لكن هي متعرفش إيه السبب في دا كله ..

المهم .. كملت كلامها و قالت: وفي يوم جت المدرسة و هي حالتها حالة .. و قالت لي إن صلاح مضاها على ورقة و قالها إحنا كده اتجوزنا .. قلت لها مش فاهمة .. أنا فعلا مكنتش فاهمة ورقة إيه إللي بيمضوا عليها دي .. و بعدين ما دام اتجوزوا يبقى ما عملوش حاجة غلط .. عملوا زي المسلسلات و الأفلام و النهاية بقت حلو ة وخلاص .. بس لقيتها خايفة أوى و بتقولي دي ورقة عرفي .. مش فاهمة يعني إيه ورقة عرفي .. مش هي ورقة بيجيبوها من عند المأذون و بيكتبوا الكتاب و خلاص زي ما حصل في فرح البت نجوى بنت عمي .. لكن الموضوع طلع أكبر من كده .. دا أجر شقة و قالها أقابلك فيها يومين في الأسبوع بعد المدرسة .. و فعلا بقت تقول لأمها إنها رايحة درس الأحياء و لا الفيزيا و لا تروح و لا نيلة و تروح تقابله في الشقة إياها .. بس دا غلط .. أكيد غلط .. في حاجة غلط هنا .. اتجوزت بس مش زي نجوى خالص .. و اتكتب كتابها بس مش زي نجوى خالص .. فين الفرح و فين الهيصة و فين أصحابها لما بيقرسوها من ركبتها و أنا مش فاهمة ليه ركبتها أصلا .. ما ممكن يعضوها في كتفها..

بهيجة خدت نفسها شويه .. و بعدين كملت : المهم النهارده بقى حصلت خناقة في المدرسة لرب السما .. أوشة … اهئ اهئ .. أوشة .. كانت مرمية على الأرض و أمها بتضربها في وسط حوش المدرسة و المدرسين مش قادرين على أبوها و هو قاعد يضرب فيها أشكال و الوان .. أوشة راحت المستشفى … و عرفت إنها … إنها … اهئ اهئ

و قعدت تعيط تاني .. يخرب بيت كده .. ما تشوقينيش بقى دا الفيلم سخن أوى .. قصدي القصة حلوة أوى .. قصدي خلصيني يا بهيجة بقى .. و قالت لي:أوشة كانت حامل .. اهئ اهئ

يا خبر أسووووود .. أوشة .. أوشة حامل من صلاح طبعا .. بت مقروضة في أولى ثانوي يحصل لها دا كله .. بت لسه بتقول يا هادي في حياتها و يجرالها دا كله .. بت مطلعتش من البيضة و تعمل دا كله .. حسرة قلبي على بناتكو يا مسلمين .. قلت لها: و بعدين يا بهيجة .. كملي

بصت لي و كل عينيها دموع و قالت لي: كانت حامل و سقطت بسبب العنف إللي أبوها و أمها عملوه فيها .. و كانت تعبانة أوى لدرجة إنهم حجزوها في المستشفى و أهلها مصرين يكتبوا كتابها على صلاح دا رسمي .. دا إللي عرفتوا من البنات إللي راحوا معاها المستشفى

قلت لها: طب وإنتي ما روحتيش المستشفى ليه معاها؟

قالت لي: كان نفسي أروح معاها وحاولت أتصل بيكم في البيت بس جرس و محدش بيرد .. فمقدرتش أروح في حتة إلا لما ماما تعرف أنا فين عشان ما تقلقش عليا

بارك الله فيكي يا بهيجة .. عجبتني في الحتة الأخيرة دي بجد ..

قلت لها: بصي يا بهيجة .. أوشة في نظرك إنها ضحية و أهلها عذبوها و عاملوها وحش أوى صح؟

شاورت براسها و قالت لي: صح

قلت لها: و أنا لو قلت لك إن أوشة دي غلطانة في اللي علمته من الأول هتصدقيني؟

سكتت شويه و بعدين قالت لي مش عارفة .. أنا حاسه إنها غلطانة بس مش عارفة أقول ليه .. ليه هي غلطانة

هديت شويه و قلت لها: طب إنتي شايفة إنها لما مشيت مع صلاح دا كان صح؟

قالت لي بحزم : لأ طبعا .. دا غلط جدا جدا كمان

ابتسمت لها و قلت لها: طب لما اتجوزوا عرفي .. دا كان صح

سكتت شويه و قالت لي: أنا حاسه إنهم ما اتجوزوش أصلا .. الجواز بيبقى كله فرح و زيطة .. لكن دي كانت كل يوم متنكدة و حاسه بالخوف و الرهبة من كل حاجة حواليها ..

فرحت أوي إنها قالت الكلمتين دول .. يا سلاااام .. لأ بجد جامدة جدا ..

فقلت لها: طب لما قبلت إنها تكون معاه في شقة واحدة من غير علم أهلها و من غير ما حدش يعرف خالص . دا كان صح؟

قالت لي: لأ طبعا .. ما هما أساسا جوازهم دا في حاجات غلط .. يبقى أكيد مينفعش يقعدوا مع بعض في شقة واحدة

قلت لها: طب يعني لو كانوا متجوزين زي نجوى كده كانوا يقدروا يقعدوا مع بعض في شقة واحدة؟

قالت لي: أكيد طبعا .. ما نجوى قاعدة مع عبد الله في شقة واحدة .. و حملت و الناس كلها كانوا فرحانين . و خلفت و الناس كلها كانوا فرحانين .. يبقى أكيد هي عملت حاجة صح

ابتسمت أكتر .. البت بهيجة برضو بتفهم عن البت أم دماغ حجر إللي اسمها حسنية دي ..

فقلت لها: جميل أوى .. يبقى إللي عملته أوشة دا كان مش صح تماما .. صح كده؟

فكرت شويه و قالت لي: صح

قلت لها: طب هل أبوها و أمها لما ضربوها عشان يعاقبوها على اللي علمته كان صح؟

سكتت حبتين و قالت لي: مستحيل يكون الضرب هو الحل .. كان ممكن يتعاملوا معاها بطريقة تانية أحسن .. لكن كده خلوها تكرههم .. أنا عارفة أوشة .. هتكرههم جدا .. دي بنت و تحب الحنية برضو

سكتت حبتين أنا بقى و بعدين قلت لها: طب كانوا المفروض يعاقبوها و لا لأ؟

قالت لي : أكيد لازم تتعاقب ما دام عملت حاجة مش صح

قلت لها: طب كانوا يعاقبوها إزاي؟

سكتت شويه .. و بعدين قالت: مش عارفة .. بس كان ممكن مثلا يخلوها ما تخرجش من البيت .. يحرموها من حاجة .. أي حاجة يعني بس مش يضربوها لدرجة إنها كانت بتنزف دم في حوش المدرسة

يا خبر .. لا أكيد بهيجة عندها حق إنها تكره أبو و أم أوشة بصراحة .. تنزف دم كده أدام العيال .. دي حاجة وحشة أوى ..

فقلت لها: بس إنتي مقتنعة دلوقتي إن فعلا هي أخطأت و المفروض كانت تتعاقب أكيد ..

قالت لي: أيوه

قلت لها: بس موقف أبوها و أمها كان مش سليم بالمرة .. و دي أنا معاكي فيها .. كانوا المفروض يتعاملوا مع الموقف بهدوء أكتر عشان ميفضحوش البنت بالطريقة دي .. لكن يا بهيجة دول أم و أب .. يعني كل همهم في الدنيا إنهم يشوفوا عيالهم في أحسن صورة .. إللي عملوه دا أكيد غلط .. لكن أوشة غلطت غلطة جامدة أوى ..

سكتت و بصت لي .. و بعدين بصت للنيل أدامها و قالت لي : طب و الحل

فكرت شوية و قلت لها: إنتي تعرفي اسم المستشفى إللي محجوزة فيها أوشة؟

قالت لي: أه .. قالوا لي اسمها في التليفون

قلت لها: كويس .. تيجي بكره بعد الشغل أروح أنا و إنتي نزور أوشة ؟

ابتسمت و قالت  لي: إنت أحسن أخ في الدنيا ..

الموقف يحتاج إني أطبطب عليها بصراحة .. بس أنا مش ناوي أتهزأ تاني من أي حد ماشي في الشارع الحقيقة ..

و إحنا ماشين قعدت أبص على الشباب و البنات إللي لحد الوقت دا بره البيت و بيحبوا في بعض على الكورنيش .. فين رعاية الأب و الأم إللي تقولهم الصح فين و الغلط فين …

 

بعد ما روحنا البيت .. أول حاجة عملتها أمي و طبعا بعد ما شافت عينين بهيجة بتبك دم .. دخلت عليا أودتي وقالت لي: هو في إيه بقى أنا عاوزة أفهم!!

قلت لها: في حاجات كتيرة أوى يا أمي عاوز أكلمك عليها ضروري .. يا ريت تفتحي لي ودانك أوى و تخليكي معايا و أنا باتكلم

و بدأت أحكيلها قصة أوشة بس ما ذكرتش اسم البنت الحقيقة عشان ما أفضحهاش .. قلت لها واحدة صاحبتها و خلاص .. طبعا أمي قعدت تقول .. يا كبدي .. يا عيني .. يا وداني .. و كلام من دا طول ما هي بتسمع الكلام .. ولما حكيت لها موقف الأب و الأم قالت لي: تستاهل ما هو لازم تاخد جزاءها عن إللي عملته

فقلت لها: عمر ما كان الجزاء يا أمي إننا نضرب أو نهزأ .. يعني لو لا قدر الله بهيجة هي إللي مشيت مع الواد دا كان الحل إنك تضربيها ..

قالت لي: فال الله و لا فالك

قلت لها: الحل يا أمي إنك تقعدي مع حسنية و بهيجة و تفهميهم .. فهميهم الصح من الغلط .. فهميهم يعني إيه الجواز العرفي و إيه أخطاره .. فهميهم ليه دا حرام و عيب وميصحش و مينفعش ..

قالت لي أمي بسذاجة: طب ما التليفزيون بيقول حاجات كتير يعني .. هو لازم أنا إللي أقول

قلت لها: التليفزيون أحيانا بيبث قيم غلط .. بيبيح للبنت إنها تمشي مع ولد و بتبشرهم بالنهاية السعيدة إللي هي الجواز .. و الحقيقة إنه بيمشي معاها عشان يتسلى و خلاص .. ما أنا عارف أشكال كتيرة من النوع دا .. وكلهم من نوعية عمري ما أتجوز واحدة مشيت معاها قبل كده .. و بعدين مش إنتي يا ماما إللي دايما خايفة عليا أمشي مع واحدة و أصاحب واحدة و كل شويه تتهميني إني مصاحب و أنا أساسا ماليش في الكلام دا خالص ..

سكتت أمي شويه و بعدين قالت لي بطيبتها المعتادة: طب و العمل يا مغاوري يا بني

قلت لها: تقعدي مع البنات و تفهميهم الصح من الغلط .. و تقولي لبابا يجيبلك قصص بتخلص بطريقة سيئة عشان يعرفوا إن الكلام دا حرام و عيب و مينفعش ليه .. ماشي يا ماما؟

قالت لي: ماشي يا بني من بكره هتكلم معاهم ..

قلت لها: من النهارده يا ماما .. مينفعش نأجل أمر مهم زي كده ..

قالت لي: أنا أساسا مش هسيبها تروح في حتة لوحدها بعد كده ..

قلت لها :لأ .. لأ يا أمي .. إوعي تعملي حصار على البنات بالطريقة دي .. هتحس إنها مقفول علهيا و هتعمل اللي إنتي خايفة عليها منه .. فهميهم العيب فين و فهميهم ليه دا عيب .. و خليهم يعملوا إللي هما عاوزينه ما دام لا ضد الدين و لا الأخلاق و التقاليد ..

تاني يوم روحت مع بهيجة لأوشة .. البنت كانت تصعب على الكافر والله .. كان متعلق لها كلوكوزات و حاجات غريبة .. بصراحة أنا مقدرتش أقف .. فسيبت بهيجة تدخل و قعدت أنا بره .. لإنها كمان كانت قالعة الحجاب و مكانش يصح أشوفها كده ..

وفجأة جم واحد وواحدة كده تقريبا أم و أبو أوشة لإنهم كانوا على آخرهم و الأم قاعدة بتعيط بطريقة رهيبة .. و راح أبوها مسك في هدومي و قالي: و ليك عين تيجي هنا يا جبان بعد عملتك السودا؟ ..

يا خبر أسود .. دا فاكرني صلاح .. قلت له: لأ يا عم مش أناو  الله .. أنا مغاوري أخو بهيجة صاحبة أوشة ..

و الحمد لله البت أوشة جت من الأودة و قالت لي: يلا يا مغاور ينمشي لأحسن مش قادرة أقعد أكتر من كده ..

قلت له:شفت أنا مغاوري مش صلاح و الله …

راح الراجل سابني و اعتذرلي جامد و قالي: أصلك مش عارف إحنا بعد الموضوع دا عاملين إزاي .. حالتنا صعبة أوى ..

قلت له: يا ريت يا حاج تعلم ولادك الصح من الغلط من صغرهم و تعلمهم يبقوا قريبين منك عشان يحكولك إنت و الحاجة دايما و ميخبوش عنكم حاجة ..

قالي بغل واضح عليه أوى : أنا عاوز أقتلها و أشرب من دمها ..

قلت له: دا مش حل .. عمر العنف ما كان حل لأي مشكلة أيا كانت إيه هي .. افتح قلبك لبنتك و حاول تكلمها براحة و قرب منها أكتر دي في مرحلة صعبة دلوقتي و محتاجاكم جنبها ..

سلمت عليهم و شيت من أدامهم لقيتهم دخلوا على بنتهم وقعدوا يطبطبوا عليها و الأم خدتها في حضنها ..

من رأيي إن كل بيت عندنا يولع شمعه اسمها “تعالوا نعلم أولادنا الصح من الغلط” .. لازم نتكلم معاهم مع الفساد إللي شايفينه حواليا بمنتهى الوضوح و نفهمهم دا صح ليه و دا غلط ليه و دا ميصحش ليه .. عشان في الآخر يفهموا ميعملوش الغلط ليه …

Monday, January 18, 2010

و ضاعت الصحافة يا وطني ..

 

 من قيمة 10 شهور .. أبويا كان مخنوق أوى بجد .. مش عارف ليه .. متزربن و على آخره .. كنت باقول في سري ربنا يستر .. دي من المرات القليلة إللي أشوفه بالشكل دا..

روحت سألت أمي و قلت لها: هو بابا ماله؟؟ مش عوايده يعني ما يقرالناش الجرنال النهارده زي كل يوم؟

أمي في حسرة قالت: و الله يا بني هو من الصبح و هو على الحالة دي .. و قعد يكلمني على الصحافة البايظة و إللي بتنشر أخبار ما حصلتش .. وإللي بينشروا كلام و يوقعوا بين الناس عشان يكسبوا فلوس و بس .. و كلام كبير من إللي أبوك بيقوله دا .. من الآخر مفهمتش منه حاجة

روحت واخد بعضي و روحت له .. ما أنا لازم أعرف ماله  ..

قعدت معاه و قلت له: إيه يا أبو الأحناف!! .. مش عوايدك يعني إنك متقولناش على الأخبار في الجرنال النهارده .. خير يا حاج؟

بص لي أبويا بحزن أوىىى .. أصل أبويا دا حساس أوى ضد أي حاجة غلط .. و قال لي: البلد هتضيع يا مغاوري .. هتضيع و هنضيع كلنا معاها

لا .. دا الموضوع طلع كبير أوى .. قلت له: خير يا بابا في إيه؟

قالي و الحزن مش عاوز يفارق وشه .. دا بقى عامل زي إللي عنده ميت سنة: إمبارح قريت في الجرنال بتاع كل يوم إن في علاقة بين فنانة مشهورة و مسئول في الدولة .. أنا معلقتش .. بس جم النهارده و لقيتهم بيقولوا إن محصلش حاجة زي كده .. و دي كلها فرقعة عشان الفيلم الجديد بتاع الهانم .. طب و ليه يدنسوا الصحافة بتاعتنا كده .. ليه يضيعوا هيبة أقلامنا .. ليه يا مغاوري .. ليه؟!!

بصراحة .. أبويا مكبر الدنيا بطريقة رهيبة .. طب ما كل يوم في مليون خبر في الجرايد مالهومش لازمة وبيطلع في الآخر طرقعة و خلاص .. لكن نقول إيه .. أبويا و أنا عارفه .. بطنه هتمغص لمدة 3 أيام ورا بعض و بعدين يرجع و بعدين …… بلاش عشان ما أقرفكوش .. بس هو دا والدي يعني .. و أنا بحبه زي ما هو كده …

لكن كان لازم أرد عليه .. فقلت له: يا بابا بس دا أمر طبيعي .. كل واحد بيدور على الفلوس ..وكل الصحف الهابطة دي بيبقى همها الأول و الأخير إنها توصل لمبالغ طائلة .. مش مهم عندها إنها توصل معلومة للناس .. بس إحنا لو قعدنا نتنرفز كده و نشيل طاجن ستنا على دماغنا مش هنوصل لحل .. هنضايق نفسنا و خلاص ..

أبويا بص لي وهو يا عيني زي ما يكون في الانعاش .. يا رب تعدي على خير يا رب .. و قالي: و بعدين يا مغاوري يا بني؟ كده مفيش شباب هيقرا حاجة كويسة .. و لا أطفال هيتربوا على علم و خبرة الناس إللي سبقوهم .. و لا ستات يقروا اللي يفيديهم و يفيد أولادهم و أزواجهم … و لا هيطلع الجيل الصاعد إللي في يوم هيرفع راية الأمة العربية و الإسلامية على أرض فلسطين .. و بعد دا كله مش عاوزني أتضايق و أتعب ..

أبويا وصل لمرحلة حرجة جدا … لازم ألحقه بكلمتين من بتوعي .. تقوله إيه يا مغاوري .. تقوله إيه يا مغاوري .. أها هو أبويا مبيجيش غير بالسياسة .. لا لا .. مش سياسة اللهم احفظنا .. سياسة يعني سياسة الهدوء يعني .. فقلت له:لو كل الناس إللي في البلد عملوا زيك كده .. هنوصل لحاجة ؟؟!!  أبدا .. كل إللي هنربي أولادنا عليه إننا نطلعهم محبطين و مخنوقين و شايلين الهم بدري .. مش دا الحل أبدا يا والدي و الله .. الحل أبسط من كده .. بس خليك معايا

أبويا فاق شويه و قالي :و إيه الحل دا يا بني؟

قلت له: دلوقتي إيه إللي عاوزاه الصحف دي؟ .. عاوزانا نشتريها .. طب إيه رايك ما نشتريهاش .. و نجيب الصحف التانية الحقيقية إللي بتقول الحقيقة .. لو كل واحد فينا عمل كده .. هتلاقي الصحف الخايبة دي مش بتتباع .. و الصحف الكويسة هي إللي رصيدها بيزيد ..

قالي أبويا: بس في أخبار كويسة في الجرايد التانية دي الناس كلها متابعاها و حاجات بتنزل أيام الاجازات مستحيل الناس تستغنى عنها .. يبقى إزاي يا بني كلنا مش هنشتريها ..

ممممم .. عنده حق .. دا أنا بحب القصص النكد إللي بيكتبوها .. لو أبويا ما جابش الجرايد دي أنا كده مش هعرف اقرا القصص النكد إللي فيها .. فقلت له: طب إيه رأيك لو نبعت للصحفيين الكويسين إللي في الجريدة و نقولهم على المشكلة و نقترح عليهم يفتحوا جريدة ليهم أو ينضموا للجرايد التانية الكويسة .. إيه رأيك؟

قالي أبويا: طب و هنبعتلهم إزاي يا فالح؟

قلت له بفكاكتي المعتادة: نبعت لهم إيميل من الإنترنت ..

قالي أبويا باستغراب: الله يخرب بيت الإنترنت إللي قهرتنا بيه دا .. هو كل حاجة على الإنترنت دا ؟؟

قلت له بكل فخر: كل حاجة يا والدي .. من الصغيرة للكبيرة .. و كل إيميلاتهم على الإنترنت و موجودة في كل حتة .. ها هتساعدني؟

قالي أبويا و هو أخيرا مبتسم : ماشي يا مغاوري .. خليك ورا الكداب ..

دخلنا أودتي وفتحتا الجهاز العنتيل إللي عندنا من أيام ثورة تحتمس الأول . معرفتش أجيب غيره بقى .. العين بصيرة و الإيد قصيره .. و بعدين فتحنا الإنترنت و بدأنا في عملية البحث .. وجمعنا أسامي الكتاب العظماء بتوعنا و إيميلاتهم .. و اللي برضو ليهم جمهور كبير و بيحبوهم .. و بدأنا في عملية الكتابة و إننا نرسل لهم رسايل على إيميلاتهم .. وكل يوم أدخل أشوف الإيميل الجديد إللي عملته للحملة دي .. طبعا مش هقولكم لما أبويا شاف الإيميل دا بيتعمل إزاي و على السرعة إللي جت له لما لقى الموضوع سهل كده .. و كله كوم و إننا نقعد ساعة و نص بنعمله .. كل دا عشان أبويا عاوز هو إللي يكتب على الكي بورد و يسأل أسئلة غريبة .. في حد يسأل و يقول إيه إللي حشرهم في مين اسم المدرسة الأولانية إللي درست لي .. و هما مالهم دول يعني .. إيش خشخشهم .. دا أبويا طبعا .. و قعدت نص ساعة بحالهم أفهمه إن دا سؤال بيتحط عندهم عشان يسألوه لو نسي كلمة السر بتاعة الإيميل بتاعته .. لكن فين بقى .. قررت في الآخر إني أدوس على أوك و دي كانت الحاجة الوحيدة إللي عملتها ..

و قعدنا فترة نبعت الرسايل تاني عشان أي حد يرد علينا .. و فييييييييين .. بعدها بخمس شهور و مع تكرار (قصدي غتاتة) إرسال الإيميل كذا مرة و بصيغات مختلفة .. واحد من الكتاب الصحفيين رد علينا و قالنا على المفيد ..بعد الشكر و التقدير كان عنده سؤال واحد بس ..  مين إللي هيمول الجريدة .. طبعا دا كان سؤال عبقري و كنت في انتظار رد أبويا عليه .. أبويا عمل حركة و الله ما مصدقها لحد دلوقتي .. باع فدان الأرض من أصل خمس فداين إللي حيلتنا في البلد و حطهم في البنك .. أبويا إللي أمي بتتخانق معاه عشان يسدوا ديونهم من تمن الأرض و هو مش راضي عشان أرض أبوه الله يرحمه .. يبيع فدان منهم بالساهل كده .. و الله جدع يا والدي.. طبعا الموضوع دا معداش بالساهل لإن أمي أعانها الله ردحت له بالعربي و الإنجليزي و الفرنساوي على العملة المهببة إللي عملها .. لكن أبويا كان مصر إنه يعمل المشروع دا و يهد كل قلم مالوش لازمة في البلد .. وقد كان

بعتنا للصحفي و خليناه يتواصل مع الصحفيين و قلناله الفلوس جاهزة .. و فعلا بدأ المشروع .. و أبويا كان طاير من السعادة بالخطوة إللي عملها دي .. واستقرينا في الآخر على اسم “جريدة القلم الحر” ..أبويا كان عاوز يسميها على اسم جدي شحاته .. بس الحمد لله إن الموضوع عدى بكسر رجلي بس .. و الحمد لله

عارفين أنا النهارده فتحت معاكم الموضوع دا ليه؟

عشان المشكلة كانت كبيرة أوى .. لكن لما فتتناها و لقينا إن لينا دور في حلها .. حطينا إيد على إيد و بدأنا ..أبويا ما ترددش في بيع الفدان لإنه عارف إنه بيعمل الصح .. و إن الجريدة دي في يوم من الأيام هتبقى أحسن جريدة في مصر . .بل في الوطن العربي ..

الجريدة بقت بتتباع بالكوم .. الناس كويسة بس عاوزة إللي توعيها .. و أستاذنا الكبير رئيس تحرير الجريدة إللي هو أول كاتب رد علينا .. اتفق مع مهندسين يعملوا موقع للجريدة على الإنترنت و إنهم يتابعوه وينشروا عليه بقلم الناس الحر .. كل شاب أو صحفي صغير عاوز يكبر يكتب في الجريدة الإلكترونية ..

يمكن في صحف عندنا كتيرة كويسة بس للأسف مش معروفة بسبب إن مفيش تمويل .. أو بسبب إنها على الإنترنت بس و بتوصل لناس معينين لكن الطبقة إللي زي والدي و والدتي هتوصل لهم إزاي القضية دي ..

النهارده بس حسيت إننا عملنا حاجة .. لما لقيت الجريدة إياها قفلت بسبب التكاليف المادية الباهظة إللي عليها .. مش قلت لكم .. و ياما بكره نشووووووف .. بس ابدأ إنت بس و سيبها على الله ..

ملحوظة:

أنا مقدرش أعيب على أي جريدة في مصر و لا بره مصر .. لكن الواقع بيقول إن في كتاب مش واخدين حقهم عندنا و في كتاب اتحطوا في وسط الهوجة و مش متشافين .. و في كتاب اتمنعوا من كتابتهم بسبب خلافات مالهاش لازمة و هما أجدر إنهم يكتبوا و يقولوا رأيهم و ينورونا .. عشان كده كتبت المقال دا ..

Saturday, January 16, 2010

و جوووووووووووووووول

طبعا زي ما إنتو عارفين إننا في كاس أفريقيا و دوري بتاع مصر في نفس الوقت .. بس الدوري المصري موقوف لحد لما الدوري الإفريقي ينتهي بإذن الله

و طبعا مين بيتابع الماتشات؟ .. لا لا المرة دي مش أمي خالص .. دا أبويا رحمه الله .. بيحب الماتشات زي عينيه يا ناس .. وظهر حبه الوطني لمصر بعد مباراة مصر و الجزائر .. أبويا طبعا شايف إن مصر على حق و عمرها ما تغلط و إن كل إللي يدوس لها على طرف يبقى ما بيفهمش و يبقى هو لزمان و لابد يكون غلطان ..

تصدقوا .. أمي مش كده خالص .. أنا عارف إنكم مش مصدقين طبعا بعد الوكسات و الأزمات النفسية إللي كنا فيها قبل كده بسبب أمي .. بس هي ضد إللي بيحصل دا .. و شايفة إن مصر والجزائر و تونس و المغرب و كل الدول العربية زي بعض .. و دائما و أبدا دي نقطة الخلاف – إللي مش وحيدة – بينها و بين أبويا ..

أبويا أخدته الجلالة أوي .. وبقى يشوف ماتشات مصر بس .. عشان أي دولة تانية ما تستحقش يضيع وقته الثمين – أو السمين لإنه فاضي طبعا- فيها ..

امبارح كان ماتش مصر و موزنبيق .. طبعا أبويا عارف إن مصر هتغلب يعني هتغلب أومال .. بس هو بيشوف الماتشات تحصيل حاصل يعني .. لإن مصر غلبت نيجيريا 3 : 1 .. يبقى مش هتقدر على موزنبيق؟!! .. يا خي إيييييه .. دا بعنيهم .. دا كلام والدي ربنا يهديه و يخليهولنا ..

والدي قاعد مستني الماتش .. و هو على نار .. و قاعد يقطع في ظوافره زي ما يكون مستني نتيجة الثانوية العامية ولا مستني نتيجة تحليل دمه في بلد ماليها ذبابة تسي تسي ..

بس نقول إيه .. ربنا يهدي

و محدش يقدر يتكلم مع والدي في اللحظات الحاسمة دي .. لحد لما مصر تجيب لها جونين تلاتة كده يبتدي ياخد نفسه و يحس إنه رجعت له روحه من تاني و الحمد لله ..

أمي بقى .. بتكره حاجة اسمها كورة .. و بتدعي على الكورة و إللي اخترع الكورة و إللي بيتابع الكورة – بس طبعا الدعوة الأخيرة دي و أبويا مش موجود لأحسن مكانتش هتبات في البيت ليلتها- ..

و من هنا يحدث صراع يوم الماتش .. أمي عاوزة المسلسل و أبويا عاوز الماتش .. بس الغريبة إن المرة دي بالذات كلام أبويا إللي بيمشي .. و بنتغصب نتفرج على الماتش بالعافية .. رغم إني بدأت أحب مسلسل “شيلني يا حبيبي من الطينة لأحسن رجلي بقت عجينة” .. إللي ماما متابعاه و حافظاه عن ظهر قلب .. أصلها المرة الثالثة إللي تتفرج فيها على المسلسل و الحمد لله في أقل من 5 أشهر .. ربنا يحفظ لنا ذاكرتك يا أمي ..

أم هند و أم فتحي في نفس الوقت عشان نختصر .. أبويا قاعد على أعصابه .. الشوط الأول قرب يخلص و مفيش حد جاب أجوان .. يا خبر أبيض .. لازم نلحق نستخبى لأحسن لو الشوط الأول خلص و محدش جاب أجوان أبويا هيزعق و يتنرفز على أقل حاجة .. ما كانوا يشدوا حيلهم و يجيبوا جون في الشوط الأول .. هيخسروا إيه بس يعني .. ما علينا

و للأسف .. حدث ما لا يحمد عقباه .. فعلا الشوط الأول لما خلص محدش جاب جون .. أبويا بيبص حواليه .. ما لقاناش .. طبعا كل واحد دخل أودته و استخبى تحت السرير .. و أمي خافت تدخل أودتهم فجت جنبي تحت سريري عشان أبويا ممكن يدخل أودتهم في أي لحظة .. و سبنا أبويا بره يزعق و يطلع زرابينه كلها .. يا رب يا ربع ساعة تعدي من غير خساير .. هييييييييييييييه .. النور جه .. قصدي الماتش جه .. الحمد لله يا رب .. يلا يا أمي نخرج من القمقم دا لأحسن هنتخنق ..

وشويتين .. و جابوا الجون الأولاني .. و عاديك .. لقينا الباب بيخبط زي كل مرة نجيب فيها جون .. تسألوني ليه ؟ .. أقولكم لأحسن إنتو طيبين و ما تعرفوش حاجة … الجيران كانوا بيشتكوا من صوت أبويا الرعديد لإنه قعد يقول جوووووووووووووووووول لحد ما المذيع نفسه كان هيطلع من الشاشة و يقوله حرام عليك خلينا نعرف نتابع الماتش من غير دوشة ..

و أبويا قعد على الحالة دي لحد ما جه الجون التاني .. و عاديك .. روحت قسم الشرطة مع الجيران عشان بلغوا عنا بتهمة إزعاج الجيران بالصوت الحياني بتاع والدي ربنا يهديه ..

عقبال بقى لما رجعت كان الماتش خلص .. كام كام يا حسنية .. مصر كسبت و الحمد لله اتنين صفر .. و أبويا بدأ لون وشه الطبيعي يبان و اختفى الاحمرار إللي كان على خدوده و التعصب الكروي إللي مالوش لازمة .. ما شوفتهوش يا خوانا لما نيجيريا جابت فينا جون الماتش إللي فاتت و على إللي عمله .. كان هياكل دراع البت بهيجة .. بس الحمد لله جت سليمة .. جبسناه بس و الحمد لله ..

الموضوع إللي شاغلني جدا جدا و من بعد ماتش مصر و الجزائر الأخير .. إن والدي اختلف خالص .. و بقى حاسس إن كل الدول العربية و غير العربية بتشمت فينا لأقل سبب .. و أصبح عنده تعصب كروي متزمت بطريقة رهيبة فعلا .. عمري ما شفت والدي في الحالة دي .. بس للأسف لإنه من وجهة نظره الجزائر ما احترمتش العروبة و لا الأخوة فبناء عليه هو كمان مش هيحترم أخوته و لا عروبته مع الجزائر .. طب هل دا كلام يعقل يا ناس؟

هل الجزائر عبارة عن حاكم و منتخب كورة .. و لا عبارة عن شعب و رجال دين و سياسيين و ناس كمل و ناس عاقلين؟ .. دا إللي أنا شفته على النت و ما قالتهوش الجرايد اليومية بتاعتنا وقتها .. و دا إللي شعلل الناس كلها ضد الجزائر .. و على النقيض جزائريين صدقوا إللي اتقال في إعلامهم و قالوا إننا مخطئيين و مسيئيين للعروبة و الأخوة .. طب هل يعقل يا بشر .. هل في أخوة و عروبة تفرتكها كورة بلاستيك بخمستاشر جنيه ..

طلعلك الجديد بقى و قالك إن في ضغائن من زمان و بنطلعها في بعض في الكورة .. يا سلام يا فندينا .. و الضغائن دي حصلت إمتى و فين و إزاي؟ .. و إزاي نقول أصلا في ضغائن و إحنا أدام كل العالم أخوات و عرب و مسلمين و محبين للخير .. ضحكوا علينا ولاد الـ … و فهموا إننا وحشين في قلب بعض .. و بيستغلوا دا في وسائل إعلامهم و في ضياع هيبتنا أدام شعبهم أكتر ما هي ضايعة .. هل دا يعقل يا بشر .. هل دا يعقل؟

و مبقيناش وطنيين غير بالكورة .. و ما بقيناش محبين للوطن غير بالكورة .. و مبقيناش نحب علم بلادنا غير بالكورة .. و مبقيناش نخاف على البلد غير بالكورة .. و مبقيناش نتكلم في حاجة غير الكورة .. قضايانا أكبر و اكتر من كده .. إزاي نضيعها عشان كورة ؟؟ .. إزاي نصدق أي حد يقول على أخويا كلمة وحشة عشان الكورة .. يخرب بيت الكورة يا شيخ .. بقت أمي بتدعي و أنا باقول وراها آآآآآآآآآآآآمين ..

و ما حدث للزمالك!! .. و ما أدراك و ما حدث للزمالك!! .. الزمالك وقعت من هنا و كل الأأهلاوية بقوا يشمتوا في الزمالكاويين .. يعني كمان مش ما بين البلاد و بعضها .. دا بقى بين أفراد الشعب الواحد و بعضه .. يعني الموضوع أكبر من إننا نستهيفه أو نعديه و نقول حصل خير ..

افتح النت كده و اتفرج على المهازل .. واحد زمالكاوي يقولك لا باشرب و لا باكل من ساعة ما الزمالك حصل لها إللي حصل لها .. و لا حسيت بفرحة العيد كمان .. يا خبرك أسود و منيل .. و منكد على أهل بيتك بسبب كورة ..

و التاني إللي مراته طلبت الطلاق عشان هو جزائري و هي مصرية و اتخانقوا على مين بلده إللي هتكسب فسابت له الجزاير كلها و هاجرت .. يخرب بيوتكم .. و البيوت إللي جنب بيوتكم .. كورة دي و لا حقنة شراجية .. الله يمسيك بخير يا حسن يا مصطفى في مدرسة المشاغبين ..

كل الأأحداث دي خليتني أتكلم مع والدي بجدية .. وبدأت معاه الكلام النهارده بعد ما هدي طبعا .. و قلت له: يا والدي الكورة دي لعبة نفرح بيها و نستمتع بيها بس .. لكن نخليها حياتنا المصيرية و الجنود رايحين يقاتلوا .. دا شيء غير مرغوب فيه بالمرة .. و أنا عارف إنك أبو العقل كله .. إزاي يا والدي تسيب الكورة تخليك بالهمجية و التعصب دا

بص لي أبويا و قالي: أنا مستحيل أسمح لحد إنه يمس اسم مصر بأي كلمة وحشة .. مش كفاية الراجل التونسي إللي طلع على الجزيرة يوم مصر و نيجيريا و يقولك مصر كسبت لكن العروبة لأ .. العروبة ماتت مع جمال عبد الناصر .. و عاوزني بعد دا كله ما أشجعش بلدي ..

أرد عليه بإيه .. مش متخيل إن دا والدي .. دا أمي أعقل من كده يا ناس .. فقلت له: يا بابا بس دا واحد تونسي .. واحد تونسي مش الشعب كله .. يعني لو واحد تونسي بيفكر بكده يبقى معناه إن الشعب كله كده؟!! ..

قالي أبويا بحزم و شدة: آه طبعا .. مش طلع على التليفزيون و قال الكلام دا .. يبقى أكيد كلهم كده

رديت عليه و قلت له: طب يعني لما يجيوا يقولوا مصر قفلت معبر رفح عشان مفيش أكل يوصل للفلسطينين هناك .. يبقى معنى كده إن مصر كلها كده؟ .. إذا كنت إنت أول واحد قلت لأ دا حرام و مينفعش

سكت والدي شويه كإنه بيستوعب الأمر وبعدين لقيته تفهم الموقف و قالي:طب و بعدين ؟ كل الناس ضد مصر يا مغاوري .. الناس قلوبها بقت وحشة تجاه بلدي إللي بحبها و باموت في ترابها .. إزاي أسمح بكده ..

قلت له بجدية: و مين قالك إنك هتسمح بكده بس ؟ .. إنت ممكن يا بابا تتكلم مع أصجابك و تقولهم يعني إيه مصر و ممكن تكتب مقالات و تنشرها  في حب مصر .. لكن نقطع علاقتنا ببعضنا كده !! .. مينفعش أبدا .. و خصوصا إن أعداءنا مستنيين الفرصة عشان يفرحوا فينا .. إزاي نسمح لهم بكده ..

سكت و الدي شويه و كإنه حس بخطؤه و بعدين قالي: عندك حق يا مغاوري .. بس أنا مخنوق أوى و متضايق أوى .. و مش قادر أنسى أي حاجة اتقالت و اساءت لينا و لمصر .. إزاي انسى إللي اتقال علينا بس

دخلت أمي في الموقف دخلة الأسد و قالت : يا حنفي انساها زي ما بتنسى طلبات البيت إللي بكتبهالك في ورقة .. هيجرى إيه يعني

بص لها أبويا و فهم مغزى كلامها .. هي دلوقتي مش همها على الكورة هي همها على الطلبات إلي ما اتجابتش .. حبيت أحسن الموقف و قلت: لا يا ماما .. لا يا بابا .. منقدرش ننسى الإساءة .. لكن نقدر نفتكر الشيء الكبير إللي مجمعنا .. الدين .. المكان .. اللغة .. الطباع .. الأخلاق .. هي دي الحاجات إللي هتخلينا نحب بعض أكتر و تنسينا أي خلاف بيننا أيا كان إيه هو …

بص لي والدي .. و قعد يفكر شويه  و بعدين ابتسم و قالي: بارك الله فيك يا مغاوري يا ابني .. أنا فخور إن ربنا إدانا واد زيك جدع و بيفهم كده .. مش زي ناس

طبعا إللي على راسه بطحة بيحسس عليها .. و في نفس الوقت إللي بيشيل قربة مقطوعة بتخر على دماغه .. الأول لأمي .. و التاني لأبويا .. لإنه عارف هو عمل إيه بالظبط و قال إيه يخليهم النهارده يروحوا القسم للمرة الميه ..

سبتهم في خناقهم و دخلت أودتي .. أنا مالي يا سيدي و مال الخلافات دي .. أنا زهقت و الله ..

دخلت على الإنترنت أدعبس شويه .. لقيت جروب على الفيس بوك لتشجيع الجزاير في كاس العالم عاملينه مصريين .. فكتبت عليه .. مبروك لتونس على التعادل و ربنا يقويها و تعلى أكتر في الماتش الجاي بإذن الله ..

Wednesday, January 13, 2010

0900 0000

- يا ماما عاوز التليفون بقى

دا أنا كنت مخنوق من إللي عاملاهولنا أمي من فترة مش بعيدة .. عاملة حظر تجوال على التليفون .. و كل دا بسبب الهوسة إللي طلعت لنا فجأة بتاعة مسابقات 0900 .. والغلابة أمثال أمي بيصدقوا و يشتركوا .. المرة دي أمي بتتصل بمسابقة كرومبو .. و مصرة إن حمبوزو هو إللي سرق و لازم يتعاقب بإن أمي تتصل بكرومبو و تقوله مين إللي سرق الكيكة ..

و المصيبة إننا مينفعش نستخدم التليفون لأي سبب كان .. لييييه؟ أقولكم يا شاطرين .. لإن أمي متخيلة إن ما بين مئات الناس إللي بيتصلوا  هيتصلوا بيها هي بالذات و يقولولها : مبروك يا مدام .. الأستاذ حامل .. قصدي اسمك طلع معانا في السحب ..

و المصيبة اللي أكبرمن كده إننا سمعنا إن المسابقات دي حرام و تعتبر قمار لإن كل واحد بيتصل بيتاخد منه جنيه و نص تقريبا حق المكالمة و بالسحب في حد بياخد الجايزة .. طب ليه يا أمي كده بس؟ .. حاجة تمخول الواحد بصحيح ..

أبويا بقى ما أقولكوش .. بقاله فترة فاتورة التليفون بتيجي مولعة نااااااااار.. وهو ميعرفش إن أمي مهووسة بالمسابقات إياها .. فدايما بيتهم البت أختي بهيجة إنها السبب لإنها رغاية و بتتصل بزميلاتها إللي في الثانوي .. بنات مايصة و عايزة الزك على دماغها .. و دا كلام بابا طبعا ..

أمي ربنا يهديهالنا .. كل ما تطلع مسابقة جديدة تتصل بيهم و تحط اسمها .. و تقعد يجي ربع ساعة على التليفون لحد لما يجيها الرد .. مش حرام الفلوس دي يا أمي ..

و بعدين في حد عاقل يشترك في مسابقة لسرحان و نفيسة .. دا حتى الاسم مش رومانسي بالمرة .. تقريبا أمي عارفة بمشاعر أبويا تجاهها و إنه سرحان فيها و نفيسة إنه يقضي عليها زي سرحان بتاع المسابقة ..

أمي مصرة إن نفيسة ما ماتتش بسبب ان سرحان ما فكش أصلا المسمار بتاع عجل العربية دا اتهيأله كده .. و طبعا إخواتي كان ليهم رأي آخر إن أساسا دي مش عربية دي موتوسكل ..

شوية في شوية بقوا إخواتي هما إللي يتفرجوا على التليفزيون و يتابعوا المسابقات إياها و يقولوا لأمي على النتيجة ..

إللي يقهرك و يجيبك ورا إن المسابقات دي غالبا بتكون ضحك ع الدقون .. يعني يضحكوا على الشعب الغلبان عشان ياخدوا فلوسه .. تخيل لو مليون واحد اتصل بيهم بس لمدة دقيقة واحدة بالتمام و الكمال .. هياخدوا مليون جنيه و هما قاعدين مبطخين …

و كذا واحد من أصحابي لما بيتصلوا بأي رقم 0900 بيلاقوا العجب .. يدفعوه 15 جنيه مثلا عشان ينزل نغمة و لا ينزل لعبة و في الآخر كمان ما ياخدهاش .. طب بالله عليكم دا كلام يخش العقل ..

و إللي شجعهم إنهم يطلعوا الطلعة دي علينا إننا مساعدينهم و بنتصل بيهم و بنقولهم اكتروا .. لكن لو فجأة كده أخدنا موقف معاهم كلهم مفيش نصابين هيطلعولنا تاني ..

و إيه حكاية بايرة دي .. واحدة جايه تجوز الناس و الهدية شبكة للعروسة بعشر آلاف جنيه .. بيضحكوا على أحلام الناس و الله ..

و التانية الجديدة النغة إللي اسمها أماثل .. بتجيب أمثال تشل و الله .. واحدة جوزها طلع متجوز عليها يبقى المثل “يا قاعدين يكفيكوا شر الجايين” و لا “يا مأمنة للرجال يا مأمنة للمية في الغربال” .. تصدقوا “القرد في عين أمه غزال” أليق برضو ..

هو كرومبو دا ظهر من هنا .. و عاديك .. كل واحد عارف له حبتين جرافيكس يعمل إعلان و يكسب الشهد من وراه .. و تطلع مؤسسات كبيرة بتقوم على الكذب و النصب زي كده  .. أو تقوم على القمار و العياذ بالله ..

أمي ربنا يخليهالنا و يخليها للمسابقات العالمية و المحلية .. مقتنعة إنها لما تشترك في المسابقات دي يمكن تيجي ضربة حظ و نكسب مليون جنيه بقى و إيييييييه .. و نقب على وش الدنيا زي ما بتقول .. لكن الحقيقة إنها بتخدع نفسها و الأكادة بقى إن أبويا مش عارف بالمصيبة دي ..بس أكيد هيعرف آجلا أو عاجلا .. و قد كان ..

مرة أبويا جه من الشغل بدري لقى أمي ماسكة التليفون و بتاكل في ضوافرها .. و التليفزيون شغال على مسابقة “مين إللي أكل الموزة” .. أكيد القرد يعني يا فكيك .. بس أبويا شاف المنظر دا و عادييييييييييكم .. عينكم ما تشوف إلا النور .. فجأة الدنيا غيمت و صراخ و نباح و عواء من جميع الأطراف المحشية ..

بقى إنتي السبب في فاتورة التليفون الضخمة دي .. منك لله يا شيخة .. دا أبويا

و إنت مالك إنت أساسا .. مش دا كله عشان نطلع شويه من القمقم إللي إنت حابسنا فيه .. دي أمي

و تطاول البحث و النقاش و الجدال .. و انتهينا في الآخر في قسم المنطقة .. لإن أمي أخدت 3 غرز في وشها و أبويا أخد واحد و عشرين حقنة في بطنه ..

و من هنا يا سادة قام أبي الفاضل بمنع 0900 من التليفون عندنا في البيت .. و ذلك لأمرين مهمين جدا : أولا بسبب الفاتورة المنيلة على عينها .. ثانيا بسبب إنها حرام و مينفعش نربي عيالنا على القمار ..

و إحنا قاعدين مرة بنتفرج على التلفيزيون جه إعلان من إياهم بيقولك “من هو البطل إللي قام بمسلسل لن أعيش في جلباب أبي” .. هل هو “عمر الشريف“ و لا “نور الشريف” و لا “صفوت الشريف” .. بعد ما انتهى الإعلان فجأة لقينا أمي انسحبت و دخلت على الأودة و مسمعنالهاش صوت يجي ثلث ساعة كده .. أبويا قالي : يا مغاوري يا بني روح شوف أمك مالها .. لأحسن أنا شاكك إنها بتعمل مصيبة

دخلت على أمي الأودة لقتها ماسكة موبايل أبويا .. و بتقولي: أبوك فاكر إنه هيمنعني .. بس على مين ..

صدق إللي قال .. يموت الزمار و صوابعه بتلعب ..

Tuesday, January 12, 2010

علمني الهيافة يا با ..

وأنا راجع من الشغل امبارح رأيت العجب العجاب ..

القهوة إللي في شارعنا ملموم عليها نااااس أمم أمم .. و الواد حوده منزل مشاريب للركب .. أكيد في ماتش عشان كده متسمرين أدام التليفزيون ..أخدتني العزة بنفسي و قلت لما أروح أشوف إيه الحكاية؟ وماتش إيه دا إللي أبويا ما قاليش عليه إنه هيتذاع النهارده ..

روحت القهوة و يا ريتني ما روحت .. الناس مريلين من كتر التتنيحة أدام التليفزيون .. هو إيه اللي جرى يا هل ترى؟

إيه بقى إللي على التليفزيون بقى يا سيدي؟

بوس الواو قول للواوا صح

سيب الكخة يح .. و الكلام الماسخ إللي مالوش لازمة دا ..

و إذ رأيتلك يا خويا الست المبجلة هيفاء و هي بتغني .. عشان كده الناس ملمومة .. دي مصيبة و حطت علينا يا ربي

بصراحة فتنة .. مينفعش نتفرج عليها مهما كان .. دا حرام و الله إللي بيعملوه فينا دا ..

قلت لحوده: إيه يا حوده المسخرة إللي إنت مشغلها دي .. إنت هتاخد ذنب كل الناس إللي قاعدة دي إن شاء الله

حوده: إيه يا سي مغاوري .. ما هي الناس مبسوطة أهي و الحمد لله .. دا أنا باخد ثواب عشان أبسطهم

الدم غلي في عروقي وانفجرت فيه و قلت له: إنت بتستهبل .. ترضى لأختك و لا مراتك و لا أي حد من عيلتك يطلع في التليفزيون و يعمل العمايل دي و الناس تقعد تتفرج عليهم كده؟!!

حوده اتحمشن و كإني جرحته في شرفه و قال: إيه إللي إنت بتقوله دا يا سي مغاوري .. أنا مراتي و أختي أشرف من الشرف و ميعملوش أمور المسخرة دي

مغاوري: يعني إنت بتعترف إنها أمور عيب و مسخرة و مينفعش نشجع الناس عليها؟

سكت حوده وبص في الأرض و اتكسف على دمه حبتين و قالي: بس دول لا مراتي و لا أختي يا عم .. أهي واحدة جوزها و أخوها راضيين بكده هنعمل إيه يعني؟

أقهمه إزاي دا بس يا ربي .. قلت له: لو إنت ساكت على إللي بيحصل دا أكيد هيجي اليوم و مراتك و لا أختك هيحصل فيهم كده .. فوق يا حوده .. فوق يا بني و بلاش الهيافة دي .. شغلهم الأخبار .. ولا النشرة الجوية ولا مسلسل عربي حتى يا شيخ ..

حوده قالي و هو مكسوف قال يعني بيتكسف أوى و قالي: بس يا سي مغاوري الناس كده مش هتتلم على القهوة .. أنا كده هطفشهم

إمتى تفهم يا حوده بس .. قلت له: يا بني يطفشوا مهما يطفشوا .. هيروحوا فين يعني .. مفش قهوة غيرك فاتحة في المنطقة .. و بعدين الرزق دا بتاع ربنا.. هيلف هيلف و هيجيلك برضو .. ما تغضبش ربنا يا حوده على حاجة ما تستاهلش أصلا و ارض بقليلك و صاحب القهوة هيمنجهك أكيد بإذن الله لما يشوفك محترم كده

حوده قعد يبص لي من تحت لتحت كده و كإنه مقتنع بس مش قادر يعملها .. و بعدين سبته و قلت له إنت و ضميرك بقى ..

بعد ما مشيت .. لقيت زعيق في القهوة ما يعلم بيه إلا ربنا و قاعدين يشتموا في حوده .. بصيت ورايا لقيت حوده في وسطهم و بيقولهم: خلاص القناة قفلت خلاص و مش هنشغلها دلوقتي .. و يمكن ما نشغلهاش خالص ..

الناس قعدت تشتم في حوده و إللي مشي و رماله الفلوس و إللي و  إللي و إللي ..يا رب ما تضعفش يا حوده و تشغل الهيافة دي تاني .. أومال بنقول الشعب متنيل على عينه ليه .. ما هو من المدخلات المنيلة على عينها إللي بتدخل دماغه ..

أم هند .. طلعت على الشقة و فتحت الباب و أسمع لك هيصة و زمبليطة .. إيه يا ناس في إيه .. البت حسنية أختي بترقص و أمي وبهيجة بيصقفوا لها و التليفزيون شغال على نفس الأغنية .. يخرب بيوتكم .. و البيوت اللي جنب بيوتكم .. هو أنا أسيبها تحت و أقعد أوعظ في الواد ألاقيكوا عاملينلي قاعدة فوق .. حسبي الله و نعم الوكيل

طبعا دخلت زعقت و قلت: إيه المسخرة إللي إنتو مشغلينها دي .. إزاي يا ماما تسمحي بالأغاني الخليعة دي إنها تشتغل في البيت ..

أمي طبعا قامت لي .. ما هو أنا ما ينفعش أفشكل لها القاعدة كده بالساهل .. و قالت لي: هو إنت و أبوك عليا .. خلينا نفرفش شويه بدل الكتمة إللي في البيت دي ..

فلت لها بهدوء: يا حبيبتي يا أمي مينفعش .. في حاجات بتغضب ربنا لما نشوفها .. و في حاجات مينفعش نعلمها لأولادنا و بناتنا لأحسن يبوظوا الدنيا لما يكبروا بالحاجات المقرفة إللي بندخلهالهم .. و في حاجات مينفعش نعملها لأي سبب حتى لو عشان نفرح .. الفرحة مش بالأغاني و الرقص يا ماما ..خلي العيال يقوموا يذاكرولهم كلمتين الامتحانات على الأبواب

أمي وشها احمر و عينك ما تشوف إلا النور فتحت فتحة سودا و قالت: بوريه منك إنت و أبوك .. هتجيبونا لورا .. و فيها إيه لما نفرح شويه .. كل الرجاله كده .. كلهم عاوزين النكد و يموتوا فيه .. … .. و كل حاجة من إللي قلبك يحبها ..

أنا كل هدفي إن الفيديو كليبات دي هايفة .. مفيهاش أي حاجة هادفة .. بتعلم قلة الأدب و الكلام الفاضي و خلاص .. نقوم إحنا نعلم أولادنا إنهم يسمعوها و يرقصوا عليها كمان .. أهو دا إللي مينفعش أبدا .. أمي دي بجد بجد غريبة أوى ..

و فجأة جه سؤال في دماغي كده .. هو إيه إللي بيخلي الأغاني دي تكتر و تكتر مع الوقت .. أكيد إحنا كمتفرجين بنشجعها .. ما هو لو حصل مقاطعة عامة و شاملة ليهم مستحيل كانوا هيكتروا بالطريقة دي ..

و كل من هب و دب و استحلى صوته يغني و خلاص ..

و المغنيات إللي ربنا يهديهم إللي بيغنوا بلبس مش لابسينه .. حسبي الله و نعم الوكيل فيهم ..

فعلا لو حصلت مقاطعة للقنوات إللي بتذيع الأغاني الهايفة دي هنوصل لحل جذري للمشكلة ..

العيب مش في اللي بيغني .. العيب في اللي بيسمع له ..

النهارده بقى و أنا راجع من الشغل .. عديت على القهوة .. لقيته مشغل نفس الأغاني الهابطة دي و الناس مبحلقة في التلفيزيون هتاكله .. روحت لحوده و قلت له: بقى كده يا حوده .. يعني بعد وقفتك الجدعة إمبارح ترجع و تشغل الأغاني دي .. ليه يا حوده كده بس ..

رد عليا حوده و قالي: صاحب القهوة قالي شغل للناس إللي هما عاوزينه .. إحنا عاوزين نلم فلوس .. مش نربي الناس .. و الناس عاوزة كده

فعلا الناس عاوزة كده .. و لا حوده و لا أنا ولا مليون زيننا يقدروا يوقفوا الناس عن الأغاني دي إلا لو كلنا اتحدنا و وقفنا واقفة جامدة ضدهم ..

يا ريت الناس تقف واقفة جد مرة واحدة في حياتها و ما تخافش من حد و لا تخاف على الرزق و تقول .. إحنا مش عاوزين كده ..

Saturday, January 9, 2010

يا شحاتين دلوني …

كل يوم و أنا راجع من الشغل بلاقي واحد كده غلبان .. هو شكله غلبان من جلابيته المقطعة ورجله الحافية .. بس الله أعلم بحاله ..

كنت في الأول باديله إللي فيه النصيب و أقول يا رب تقبلها مني صدقة .. بس الموضوع بقى يزيد أوي .. كل يوم يجي و يشحت .. طب ليه ما بيشتغلش .. و الراجل باين عليه كبير .. طب فين عياله يصرفوا عليه .. مممممم .. الموضوع عاوز بحث كالعادة ..

و سبحان الملك .. روحت البيت لقيت أبويا و أمي بيتكلموا في نفس الموضوع تقريبا والدي كان بيقرا خبر في الجرنال إللي في إيده و اتفتح باب المناقشة .. فأبويا بيقول لأمي: و الله الواحد ما بقاش عارف الشحاتين دول ليهم حق و لا لأ .. يعني الواحد من دول بدل ما يشحت كان يشتغل له شغلانة شريفة يعني .. بدل ما يمد إيده للي يسوى و إللي ما يسواش

ردت أمي وقالت: و الله يا أبو مغاوري عندك حق .. بس تقول لمين .. الحياة بقت صعبة أوى .. الواحد منهم لو شاف هيقبض أد إيه من شغله و هيقبض أد إيه من الشحاته .. كان حلف ليشحت طول عمره .. برضو الشحاته بتجيب فلوس يا راجل

رد أبويا و قال: بس يا نبوية ربنا ما قالناش نشحت .. دا قال في كتابة الكريم بسم الله الرحمن الرحيم “لا يسألون الناس إلحافا” و “يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف” ..

طبعا أمي تنحت شويه لإن الكلام كبير عليها حبتين .. بس أبويا حس بالفاجعة فحاول يبسط كلامه أكتر من كده و قال: يعني الشحاته دي بتذل الواحد للناس و ربنا قالنا اتعففوا و ما تمدوش إيديكم لحد .. يعني الوقت إللي أشحت فيه دا أروح أشتغل شغلانة و أرضى بقليلي ..

ردت أمي بعد فهم و قالت: بس يا أبو مغاوري الدنيا مش سهلة كده .. دا الواحد لما بينزل السوق و يرجع بيحس إنه كان في مدبحة .. الناس عاوزة تاكل بعض .. و بعدين دا أنا سمعت في البرنامج بتاع السابعة مساء دا إن في شحات أصله راجل أعمال كبير أوى بيركن العربية بتاعته في الميدان و يروح يشحت و يرجع يركب العربية بتاعته و يروح لفيلته .. يعني الشحاته بتكسب يا راجل

قال أبويا: أولا اسمه العاشرة مساء .. ثانيا بس هنعرف الأغنيا من الشحاتين بجد إزاي .. أنا عشان كده قررت ما أديش حد حاجة .. و هو لما ما يلاقيش حد بيديله هيروح يشتغل و خلاص ..

رنت كلمة أبويا في وداني .. صحيح هنعرفهم من بعض إزاي .. هنعرف الصادقين من اللي بيضحكوا علينا إزاي .. فقررت إني أقوم بمهمتي تاني يوم بإذن الله

خرجت تاني يوم كعادتي المعهودة للشغل .. و قلت لهم في البيت إني هتأخر شويه عشان عندي مشوار مهم .. طبعا أمي فاكراني مصاحب وباخرج مع بنت و الكلام دا .. و أحلف لها بالله والله مش مصاحب .. بس نقول إيه .. أمي و لازم تتخيل حاجات غريبة .. عشان كده عاوزة تجوزني بأي طريقة ..

أم هند .. و أنا راجع من الشغل لقيت عمو الشحات واقف كعادته بيشحت بنفس جلابيته .. روحت قاعد على القهوة مع عم حنفي إياه و طلبت شاي لحد أما اتهريت .. لحد لما الراجل قرر يخرج من الشارع بتاعنا .. روحت استأذنت عم حنفي لإن الراجل هيجري مني .. و هو ألا لازم نلعب دور طاولة .. يا حاج سيبني الراجل هيطير .. و فين بقى لما سابني لما قلت له خليها بكره بإذن الله

روحت جريت فوريرة ورا عم حنفي .. قصدي الراجل الشحات .. و هو من شارع لحارة و قاعد بيشحت .. بصراحة أنا تعبت أوى .. أنا مش عارف إزاي واحد عجوز زيه بيمشي المسافة دي كلها .. بس بصراحة بيتعب .. و ما بين كل عشرة مثلا واحد هو إللي بيحن عليه و يديله .. ربنا يستر بس و ما تخيبش ظني يا حاج وتطلع شايلهم على قلبك و أنا باجري وراك عشان أساعدك ..

و فييييييييين لما قطع نفسي لقيته داخل حارة زي خرم الإبرة .. و الليل مظلم الشارع بطريقة .. يعني ما تشوفش إيدك من مناخيرك لا مؤاخذة.. و فجأة لقيت نور زي ما يكون شمعة كده خارجة من بيت .. لا دا مش بيت .. مستحيل دا يكون بيت .. دا أربع حوايط مكسرة و مالهاش سقف .. زي ما تكون زريبة مثلا أو بيت مهدوم .. و قماشة على السقف لإن طبعا السقف مهدوم .. و أنا إللي نفسي اشتري قميص جديد .. احمد ربنا يا بني على النعمة إللي إنت فيها ..

و راح الراجل الشحات العجوز دا داخل البيت .. و سمعت صوت واحدة ست و صوت عيال .. الراجل عنده عيال و متجوز .. يا دي المأساة ..

و بعد شويه سمعت صوت خطوات رجل طالعة من البيت . فقلت أما أبعد شوية لأحسن ياخد باله مني .. و بعدين خرج الراجل و راح لأول الحارة و راح عند بتاع الفول و الطعمية و اشتري شوية طعمية و شوية فول و كام رغيف عيش .. و هو واقف جه عيل صغير كده قول 12 13 سنة بس كل وشه و لبسه – دا لو اعتبرناه لبس- زي ما يكون شحم .. و باس على إيده .. و دخل معاه للحارة  و دخل معاه البيت المهدوم إياه ..

الراجل صعب عليا صعبنه .. إيه العيشة دي .. إزاي في حد عايش كده .. لا حول و لا قوة إلا بالله

قررت اسم الجمعية الجاي هديهوله كله .. حتى لو أمي ضربت خناقة معايا بس هديهوله يعني هديهوله بإذن الله ..

أكلمه دلوقتي ولا أكلمه بعدين .. حاسس إني هحرجه .. لا لا خليها بكره أحسن ..

لما رجعت البيت طبعا أمي أصرت بل و ألحت إني فعلا كنت مع البت صاحبتي .. يا أمي ارحميني .. أصاحب مين بس .. إذا كان اتقدمنا للجواز  و اترفضنا بسبب حالتنا التحفة دي .. تقولي لي أصاحب .. هي فاكرة إني ما دام اتأخرت و بالليل كمان يبقى لازم فيها واحدة ست .. ما علينا .. خليني في الموضوع إللي شاغلني دا

تاني يوم و أنا راجع من الشغل لقيت الراجل زي كل يوم جاي يشحت و بيقول كلام يقطع القلب .. بصراحة بدأت أصدقه .. روحت رايحله و كان فاكرني هاديله حسنة .. بس قلت له ممكن أقعد معاك شويه ..

الراجل اتخض يا عيني .. قلت له ما تخافش .. أنا عاوزك في موضوع ضروري لا يحتمل التأخير

الراجل بص لي بخوف كده .. تقريبا افتكرني من الشرطة .. قلت له دا أنا موظف غلبان بس نفسي أساعدك

تقريبا اطمن لي .. روحت واخده و روحنا على أجدعها كورنيش .. و روحت فاتح معاه الموضوع .. إزاي أنا روحت له إمبارح و شوفت حالته و و و

لقيته ابتسم .. و قالي ما أنا عارف ..

يا دي النيلة .. طب عرفت منين يا عمو؟ .. قالي كلمة أثرت في نفسي أوى : يا بني الشحاتين إللي زيننا عمرهم ما ينسوا واحد عطف عليهم .. بس هما إللي بينسونا

يااااااااااه .. الراجل دا دخل دماغي بشكل .. المهم بقى أنا قررت أفتح معاه الكلام و أفهم حكايته .. من غير ما أطلب لقيته بيحكيلي و لا كإنه عاش مليون سنة في الفقر و بدأ كلامه و قال: يا بني أنا كنت موظف حكومي .. و كان ليا شقة أودتين و صالة مأجرها يجي من عشرين سنة .. و اتجوزت فيها بعد ما رستأت نفسي في الوظيفة .. و خلفنا كام عيل .. والله ما كتير لأحسن يحسبوهم علينا .. دا أنا عندي عبد الله و ناهد و عامر .. و كنا عايشين حياة حلوة أوى و مستورين .. لحد لما ولاد الحرام اتهموني في الشغل بالرشوة و سرقة مال الدولة و كلام كبير كده .. كل دا عشان مسئول كبير ما مشيتلوش ورقة زي ما الموظفين إياهم بيمشوها .. كل دا عشان شريف .. المهم من يومها قعدت في البيت و ما لقيتليش شغلانة .. روحت ورش و مصانع لكن في الآخر على أدي و صحتي ما جابتش .. الديون زادت عليا أوى .. و العيال خرجتهم من المدرسة عشان ممعيش فلوس أوكلهم بيها .. أقوم أوديهم مدرسة كمان .. و يقولوا ليه الأب بيحرم ابنه من التعليم .. ما هو من اللي بنشوفه .. أومال هنعيشهم إزاي .. و فجأة صاحب البيت طردنا و ما لقيلناش غير العشة إللي إحنا فيها دي .. مراتي دلوقتي بتخدم في البيوت و الواد عبد الله إلاهي ما يحوجه لحد بيشتغل في ورشة ميكانيكي .. و أنا على باب الله زي ما إنت شايف .. تصدق بالله يا أفندينا

قلت له: لا إله إلا الله

راح مكمل و قال: جالي واحد كده لما عرف بديوني بس أيام ما كنت عايش في شقتي .. و بقى يطلع زكاته علينا .. و فعلا كنا عايشين و الحمد لله .. و كنت بابوس إيده كل ما يجي لإنه ساترني أنا و عيالي .. لكن إذ فجأة اتنطر نطرة جامدة أوى و بقى القرش بيجري في إيده .. نسينا و نسي عيالي و إحنا إللي كنا مسنودين عليه .. حسبي الله و نعم الوكيل .. مكانش يقدر يصبر شويه .. دا أنا لو كان دفع لي الزكاة إللي بعدها كان زماني قلت له خلاص مش عاوز .. كنت هادفع بيه الشهور المتأخرة على إيجار الشقة .. هما يتغنوا و ينسونا كده ..

أنا كنت خلاص هاين عليا أخده في الحضن و أقوله تعالى عيش معانا في البيت .. بس طبعا نبوية أمي كانت فرتكتني حتت .. لسه هنطق و أرد عليه لقيته بيقولي: أنا مش عاوز حاجة منك يا بني .. أنا خلاص فوضت أمري لله .. و أنا وعيالي عايشين مستورين .. و إن كنت بامد إيدي للناس دا بمزاجي .. وأنا باحوش دلوقتي عشان أجيب شقة أودة و صالة للعيال على سطوح بيت قصادنا .. ربنا يكرمني و أقدر أتم أجرتها .. أنا مش عاوز من الناس إنهم يتولوني .. ربنا هو إللي متوليني برحمته .. كفاية إني عايش أنا و عيالي في نعمته دلوقتي .. و أنا عارف إنه مش هينسى عبده أبدا ..

الراجل لخص الكلام كله .. هقوله إيه و أعيد له إيه .. دا أنا لو حلفت له إني هتكفله هو وأسرته دلوقتي مش هيصدقني .. سكتت وروحته و اديته إللي في النصيب و قلت له دي حسنة زي إللي كنت هاديلهالك و أنا راجع من الشغل ..

روحت البيت و أنا عينيا في وسط راسي .. إيه إللي بيحصل فيكي يا دنيا دا .. إيه إللي بيجرى في العالم .. بقى واحد ربنا إداه فلوس قرر إنه يساعد واحد فقير و محتاج .. و هو هو نفس الراجل لما يتغني و ربنا يديله من نعمته يمنع الخير عن الناس كده .. دي مأساة و الله .. مأساة

بس لابد من حل .. مينفعش يكون في ناس لسه تحت خط الفقر و في ناس عايشة في العلالي و مش حاسه بالمأساة دي ..

لما روحت البيت أخدت والدي في أودتي و حكت له على الموضوع كله .. والدي طبعا اتأثر بطريقة رهيبة .. و قالي: طب يا بني إحنا ممكن نعمل حاجة جميلة أوى .. ممكن نقول لجيراننا و قرايبنا إننا نجمع مبلغ و نديهوله كل أول شهر .. و ممكن ندور له على شغلانة ياكل منها عيش ..

قلت له: بس يا بابا الراجل فاقد الثقة في الناس خلاص .. يعني الموضوع دا مش هيمشي معاه .. و بعدين إحنا لو خلينا بيه مرة مش هينساهالنا أبدا ..

قال لي: بس يا بني إيه إللي يخلينا نتخلى عنه بس .؟..

قلت له : الدنيا تلاهي يا بابا .. بص أنا عاوزاك تفكر في الموضوع دا و نشوف له حل سوا .. و أنا هدور على الإنترنت شويه كده يمكن ألاقيله حل ..

خرج و الدي من الأودة و الموضوع شاغل تفكيره جدا .. طبعا أمي قالت له بلهفة: ما قالكش هي مين؟

خرج أبويا من غيبوبته و قالها : مين دي إللي قالي عليها؟

ردت أمي بوغوشة : إللي ابنك مصاحبها ..

فكر أبويا شويه كده و بعدين فاق و قال لها: مصاحب مين يا نبوية .. هو ابنك بتاع الحاجات دي أساسا

طلعت من الأودة و قلت لها: يا أمي و الله أنا مش مصاحب حد .. صدقيني .. ولو في حاجة أنا هقولك عليها على طول ..

أمي بصيت لي بصة جنكيز خان كده أكنها عاوزة تاكلني .. بس أنا بصيت لها ببرود و خلص الموقف على كده

روحت داخل أودتي و فتحت الإنترنت .. و كما هي العادة جوجل أبو الأفكار جاب لي مواقع شتى بتتكلم على الموضوع دا

هما الشحاتين بيزيدوا أوى كده .. دي حاجة محتاجة بحث فعلا .. حوالي 14 مليون مصري تحت خط الفقر .. و 40 في المية من الوطن العربي تحت خط الفقر .. و النسبة بتزيد يوم عن يوم ..

طب إيه أصل المشكلة ؟ ..

لو كل واحد مقتدر تكفل بفرد أو بأسرة .. هل كان حالنا بقى كده .. كانت المشكلة الكبيرة دي اتفتت و ما بقالهاش وجود ..

و فعلا ظني كان في محله .. الناس ما بتدفعش الزكاة إللي عليها .. يا خبر أحوس . . و في ناس بتحج بفلوس الزكاة عشان تضرب عصفورين بحجر ..

دي مأساة يا جماعة بجد .. الناس مش فاهمة دينها صح

عشان كده الناس بتشحت و مفيش مساحة للإبداع عشان يطلعوا حاجة مفيدة أو شغلانة محترمة ليهم ..

فعلا لازم نتكفل بأسرة الراجل دا عشان نقدر نوصل لحل المشكلة الكبيرة ..

ولازم أشارك .. مش هفضل سلبي طول عمري ..

الجميل في الأمر إن في جمعيات حكومية و خاصة بتهتم بالنوع دا من الأفراد المحتاجين .. بس للأسف شهرتهم مش واسعة أوى زي جمعيات الهشك بيشك إياها ..

خلاص أنا قررت ألتزم بعهدي مع نفسي تجاه المشكلة دي ..

أخدت نمرة جمعية كبيرة و كلمتهم على حالة الراجل دا .. و استجابتهم كانت فورية .. و قالوا لي تعالى معانا مرة عشان نشوف حالته و نشوف هنقدر نساعده بإيه

أخدت والدي و روحت معاه قابلنا المجموعة و روحنا بيهم لبيت الراجل .. و طبعا أنا قلت لهم نروح بالليل عشان هو الصبح بيبقى في الشغل :D

و فعلا رحناله . و لما شافني ابتسم .. و لما لقاني داخل بالهلومة دي اتخض أوى .. روحت مطبطب على كتفه و قلت له .. أنا أخدت عهد على نفسي إني ما أنساكش ..

وفهمته الحكاية .. كانت عنده عدم ثقة في الأول طبعا بسبب الماضي السيئ مع الناس إللي خانوه و ما التزموش بعهدهم معاه ..

بس بين يوم و التاني  الجمعية جابوتله شقة محندقة .. و شافوله شغلانة في ورشة .. و دخلوا ولاده المدارس ..

و الراجل حياته اتقلبت تماما .. من انسان محبط معندوش أمل .. لانسان كله أمل و حيوية ..

و التزم على نفسه إنه لما يحوش قرشين هيستغنى عن الناس دول .. و يعيش هو و عيلته حياة كريمة ..

جميل أوى إنك تكون سبب في سعادة انسان محتاج .. انسان غلبته الدنيا ..

مش لازم نقعد نشتم في الدنيا و نقول ليه بتعمل كده .. لكن الصح إننا نشوف المشكلة فين و نصلحها ..

ياااااه لو كل الناس تعمل كده .. ياااه لو كل الناس لما تشوف محتاج تساعده مساعدة حقيقية ..

و عشان كده عملت حملة على الفيس بوك و قلت لها “ساعده قبل ما يجيلك يوم وتحتاج”

و أنا ورا الموضوع لحد لما يبقى عمل عظيم نكبر بيه و نساعد في إن عدد الناس إللي تحت خط الفقر يقل ..

Friday, January 8, 2010

حب إيه إللي إنت جاي تقول عليه؟!!

- ما تقولهاش .. أنا مقدرش أستحملها

- سامحيني يا حبيبتي .. غصب عني

- و أنا ذنبي إني استنيتك السنين دي كلها .. لا .. لا .. إنت ظالم .. ظالم .. ظالم

تخرج البطلة من الغرفة و تقفل الباب بقوة .. يبكي البطل على سريره .. و يتصل بالتليفون ..

- ألو .. أيوه يا حامد .. خلاص قلتلها .. لا .. مقلتلهاش على العملية .. سبتها .. قلت لها إني هسيبها خلاص ..

و يبكي البطل مرة تانية .. و بعدين يكمل حديثه الحااااار جدا

- إمتى ميعاد العملية .. أنا مستعد بإذن الله ..

الحيااااااااة .. مأسااااااااة .. إزاي نعيشها ..

و أنا فيييييين .. و إنتي فييييين .. يا اللي حبيتها ..

أمي قعدت تعييييييييييييط .. و تعيييييييط .. و البت حسنية و بهيجة قعدوا يعيطووووووووا .. و يعيطوووووووووا ..

دي كانت حلقة من مسلسل “البت إللي حبيتها” .. و واضح جدا من القصة إنه ضحى بحبه عشان حبيبته لإنه عيان و هيعمل عملية خطيرة ..

أمي سحبت منديل كلينكس من أدامها .. طبعا هي و إخواتي البنات عاملين مناحة و مزرعة مناديل أدامهم بسبب المسلسل و الحلقة النكد دي ..

أبويا طبعا كان في سابع نومة .. مالوش في الحاجات دي أساسا و بيحس إنها بتجيب استبحس .. بس تقول إيه حكم أمي المفتري خلاه يقعد و يتفرج عليها

أمي بصت لأبويا و لقيته طبعا شادد اللحاف راحت زعقت في وشه و قالت له: قوم يا راجل .. بقى دي الحلقة إللي قلت لك اتفرج عليها عشان نتنائش فيها بعد ما تخلص .. حسرة قلبي عليا

يصحى أبويا بعد غيبوبة مفاجأة و يقول: يا ستي حرام عليكي .. دا إنتي اتفرجتي عليها إمبارح على قناتين مختلفتين و بتتفرجي على الإعادة للمرة التانية .. حرام عليكي إللي بتعمليه فيا و في أولادك دا

أمي طبعا صعبت عليها نفسها .. راحت رددت على أبويا بشحتفة: عشان الحلقة تستاهل .. الواد البطل دا قطع قلبي و ربنا .. ربنا يكون في عونه .. دا أنا مستنية الحلقة النهارده بفارغ الصبر .. اهئ اهئ

رد أبويا و قال: حسبي الله و نعم الوكيل .. تصدقي بالله أنا كرهت المسلسل دا .. و قال إيه تعالى نتناقش فيه .. بدل ما نتناقش في الصراع العربي الإسرائيلي .. و لا فلسطين إزاي ترجع لنا .. ولا إزاي نربي أولادنا على حب الوطن و الدين و الانتماء .. ولا حتى نقعد نذاكر للولاد شويه بدل ما إنتي ممرمطاهم معاكي كده من مسلسل لفيلم .. و يا ريتها حاجة مفيدة .. قصة تاريخية و لا قصة إسلامية .. ولا حاجة أخلاقية .. ألا كلها من نوعية حبني و حبيته و حبيتها .. مش دا إللي إحنا محتاجينه دلوقتي يا شيخة .. محتاجين حاجات تنشط عقل العيال شويه في التفكير و الإبداع

أمي بدأت تغلي .. بل أصبحت أكثر اشتعالا .. و بدأت ساعة الانفجار و زعقت و قالت: جرى إيه يا حنفي .. هو كل شويه تكسر من مقاديفي كده .. هو أنا يعني بحرمهم من الحاجات الكتير إللي قلت عليها دي .. ما هم بيسمعوا نشرة الأخبار معاك .. و بتقولهم كل يوم على الأخبار إللي في الجرنال .. و الواد ابنك بيقولهم على تمارين و حاجات حلوة من اللي بيشوفها على النت .. قصرت أنا في إيه بقى؟؟!!

يصرخ أبويا و يقول: و إنتي دورك فين يا حاجة .. إنتي مش أمهم .. مش المفروض تربيهم على الأخلاق و الفضيلة و الدين .. ألا ما بشوفك بتعملي حاجة من دول يا شيخة

طبعا كلمة من أمي و كلمة من أبويا .. و استقرينا في الآخر زي كل مرة إن أمي على حق .. و هي إللي مسئولة على البيت و هي إللي أكثر فهما و دراية .. انفضت القاعدة و كل واحد راح لحاله

الموقف دا حصل من فترة يعني .. بس اللي خلاني افتكره حاجة حصلت للبت حسنية .. و خلتني أفكر في إيه إللي سبب المشكلة دي ..

قال إيه يا خويا .. حسنية أختي المقروضة بتاعة خمسة ابتدائي جاليالي و تقولي عاوزاك في موضوع .. قلت أخرها عاوزة خمسة جنيه تشتري هدية لصاحبتها و مش عاوزة تتعب أبويا .. قلت ماشي

لكن يا خويا طلع إن في واحد زميلها في المدرسة الحكومة مشعلقها .. و بيقول لها إنه بيحبها و مش قادر يستغنى عنها .. و البت مدياله طناش ..

يا نهاااااااري .. عيال ما طلعوش من البيضة و يقول بحبها و مش قادر استغنى عنها .. و دا هيفرش لها فصل و المأذون هيبقى ناظر المدرسة و لا إيه ..

المهم قلت اسمعها للآخر لإن مهما كان دي أختي و أنا أحب أريحها و أسعى لراحتها .. و خاصة إن أمي و أبويا زي ما إنتو شايفين مش فاضيين بيتخانقين طول الوقت

بعد ما سمعتها قلت لها: طب إنتي شايفة دا صح و لا مش صح؟

قالت لي: أنا حاسه إنه مش صح .. أصله ولد و أنا بنت .. يعني عيب يعني و لاإيه .. بس بصراحة .. أنا نفسي أصاحبه

يا حوستي يا حوستي .. أختي عاوزة تتصاحب و هي في خمسة ابتدائي .. دي لسه بتعملها على نفسها و هي نايمة ..

طبعا بعد الصدمة روحت لميت شتاتي و قلت لها: طب أنا هقول لك على حاجة بس تجاوبيني بصراحة .. اتفقنا

قالت لي : اتفقنا

قلت لها: طب صحوبية الولاد و البنات دي حلال و لا حرام .. يعني صح و لا غلط؟

راحت فكرت شويه و قالت لي: مش عارفة

يا خبر أحوس .. البت مش عارفة أصلا إنه غلط و لا صح .. طبعا أنا مصدوم بطريقة رهيبة .. و مكنتش أعرف إن بت مفعوصة زيها تبقى لسه بتفكر دا صح و لا غلط

لكن هي جاوبتني بصراحة و وضوح: بص يا مغاوري .. هو غلط طبعا .. بس ليه إحنا بنشوف المسلسلات إللي كلها بيطلعوهم مصاحبين و في الآخر أبطال .. يبقى أكيد هما بيعملوا حاجة صح .. لكن بابا و ماما بيقولوا إن دا غلط .. فأنا مش عارفة دا صح و لا غلط ..

امممم .. بدأت افهم المشكلة .. البنت متلخبطة بين القيم و بين إللي بتشوفه في التليفزيون ..

روحت ماسح على شعرها بإيدي و بعدين قلت لها: مش معنى إن في حد عمل الغلط و التانيين بيصقفوله و بيقولوله صح يبقى هو صح .. ممكن يكونوا الناس فاهمين غلط .. لكن في الآخر لا يصح إلا الصحيح

طبعا البنت تنحت .. لإني أساسا باتكلم هيروغليفي بالنسبة لها .. فحاولت أبسط كلامي أكتر و قلت لها: بصي يا حسنية .. الفكرة إن في حاجات مش صح الناس بتعملها في وقتنا دا .. الحاجات دي مش صح خاااااااالص .. بس للأسف من كتر ما هي موجودة بقوا بيفتكروها صح .. عارفة زي إيه يا حسنية .. زي الخمرة .. هي الخمرة حرام و لا مش حرام ؟!!

قالت لي بقوة: حرااام طبعا

الحمد لله البت واثقة من نفسها .. روحت قلتلها : طب ليه الأبطال في التليفزيون بيجيبوهم بيشربوا خمرة ؟؟!!

بدأت تفهم دلوقتي إللي أنا عاوزة أفهمهولها .. و راحت ردت عليا: يعني معنى كده إن مش كل حاجة صح بتيجي على التليفزيون

قلت لها و أنا بابتسم: و لا في الجرنال حتى .. بس مش معنى كده إن التليفزيون و لا الجرنال و لا الإنترنت غلط .. فيهم حاجات حلوة برضو .. دول سلاح ذو حدين

البت تنحت تاني .. يا بني انسى إنك بتكلم حد كبير بقى .. انزل شويه بكلامك و بعدين قلت لها: بصي يا حبي .. عارفة الأخبار إللي بابا بيسمعها كل يوم؟!!

قالت لي: آه طبعا

قلت لها: طب و عارفة القنوات الدينية إللي بابا و ماما بيتفرجوا عليها؟!!

قال لي: أكييد .. ما إحنا بنبقى قاعدين نتفرج معاهم

قلت لها : تمام .. طب دول صح و لا غلط

قعدت تفكر شويه و قالت لي: أكيد يعني صح .. مش بابا وماما بيتفرجوا عليهم

امممم . هتوقعني في الغلط .. قعدت أفكر في إجابة كده ربما أقدر أوصلهالها: أكيد طبعا بابا و ماما يكونوا صح .. بس هما صح عشان بيقولوا كلام بيرضى ربنا و بيعلمنا حاجات مفيدة .. يعني مش كلام غلط و لا كلام فيه حاجة بتغضب ربنا

و أنا باقول الكلمة دي افتكرت حاجة أقول لها عليها يا رب بقى تفهمني .. و روحت قلت لها: يعني مثلا الصحوبية بين البنات و الولاد دي حرام .. ربنا حرمها عشان هي بتغضبه و عشان هي مش صح و بتعمل حاجات مش صح عند البنت و الولد ..

و روحت جايب المصحف و جبت لها الآية من سورة النساء الآية 25 “ولا متخذات أخدان” .. و جبت لها التفسير و قلت لها اقريه .. بعد ما قريته ما فهمتش أوى .. بس وريتها الكلمة إللي بتقول إن دا حرام و ربنا ما يرضاش بيه .. بدأت تقتنع و تحس فعلا إن في مشكلة .. قلت لها أنا هدور على الموضوع دا و هقول لك الخلاصة بإذن الله

بالليل فتحت الكمبيوتر كالعادة .. و قعدت أبحث عن موضوع الصحوبية .. يا نهاااااااااااااري .. اقري يا معلم ..

الصحوبية دي حديث العصر .. أمة لا إله إلا الله بتصاحب.. دا أنا كنت فاكر إن دول في الجامعة بس .. دا طلع الموضوع أكبر من حجمه بصراحة ..

آدي موقع بيقول إن الصحوبية بتزيد بين الشباب و البنات يوميا بنسبة كبيرة أوى .. و أسبابها كتير ..عدم اهتمام الأب و الأم بالحديث مع أولادهم عشان الموضوع دا .. و عدم اهتمام الإعلام ببث ما هو مفيد للأطفال والشباب في السن الصعب إللي هما فيه

البت حسنية عندها حق و الله .. أهو تلاقي الواد اللي عاوز يصاحبها دا متابع المسلسل إياه ..لازم فعلا العيال من صغرهم يتقال لهم إن الكلام دا بيغضب ربنا وغلط و حرام ..

و أنا معدي في الصالة لقيت أبويا بيقرا الجرنال بصوت عالي كعادته المعهودة و بيقول: شاب جامعي و مثقف انتهى به الحال في السجن بسبب تحرشه بالبنات .. و هذه ليست أول مرة و لكنها تكررت عدة مرات في الشهور الأخيرة .. وتبين أن المجرم أباه و أمه منفصلين و لا يصرفون عليه .. و أصحابه يقولون أن الفترة الأخيرة أصبح غريب الأطوار و لا نراه كثيرا ..

عقب أبويا على الخبر و قال: و الله عجب يا زمن .. دا الواحد زمان كان يلاقي الواد من دول يقوم من الأتوبيس عشان يقعد واحدة بنت .. و يحرم على نفسه إنه يركب في الزحمة عشان ما يضايقش البنات إللي راكبين .. بس نقول إيه .. آدي التليفزيون و اللي بيقولوه .. حب دي و سيب دي و شفت الواد أبو جل في شعره .. و الصراحة راحة يا روحي و إنت ما بتعرفش … عجبت لك يا زمن

دخلت أمي في اللحظة الحاسمة عشان تدافع عن مسلسلها المشهور “خبيني في عبك خبيني” .. و بدأت الخناقة المعتادة ..

بصراحة .. أنا مصر إننا نهتم بالنقطة دي مع إخواتي . لأحسن البت ترجع لنا بواد و تقول “أريد حلا” .. الجميل في الأمر إني لقيت حملات لمكافحة الصحوبية .. بجد ربنا يخليكوا لينا .. مش باقولكم وطننا بخيييييييير ..

Thursday, January 7, 2010

المهم يفكوا الخط ..

بعد صلاة الفجر النهارده قلت لما أنام شويه .. دا النهارده إجازة عشان عيد العمال ..

بس قدر و مكتوب لي أصحى على زعيق أبويا و أمي .. اللهم طولك يا روح ..

قلت و لا كإن في حاجة .. أنا النهارده إجازة .. مش هضيع اليوم عشان خلاف أكيد مالوش أي لازمة ..

روحت الحمام .. و خرجت من الحمام و دخلت المطبخ أقلب في التلاجة و أكلت .. و هما لسه بيتخانقوا ..

يا دي الصباح الفلالي .. روحت مزعق و قلت: إيه يا جماعة في إيه لدا كله ؟

ردت عليا أمي و قالت: شوف أبوك يا خويا .. مش عجبه حالي دلوقتي .. قال إيه كل دا عشان قريت كلمة في الجرنال غلط ..

مش قلت لكم مشكلة من لا مشكلة .. ربنا يستر و ما نفضلش طول النهار على الحالة دي

روحت قلت لأبويا: طب و دي با بابا حاجة تتخانقوا عليها في صباحية ربنا كده .. مش نكبر دماغنا شويه يا أستاذنا ..

راح رادد عليا و وشه محمر من كتر الزعيق و راح شاخط و قال:دي مش كلمة يا هانم .. دي جملة بحالها .. دا إنت شقلبتي المانشيت كله .. و بعدين إنت عارف أمك عملت إيه أصلا .. دي عملت جريمة في حق اللغة .. جريمة في حق إللي بيقروا و يكتبوا .. جريمة في حق الصحفي إللي كاتب الخبر .. إنت عارف أمك قرت و قالت إيه ..

قلت له بنفاد صبر: إيه يا بابا؟!!

قالت : “برسيل حنفي من شراب مصري” .. شوفت الهم إللي أنا فيه

أكيد أمي دي جبارة .. إيه إللي جاب برسيل لأبويا حنفي من شراب واحد مصري .. و بعدين إشمعنى الشراب؟!! ما ممكن القميص أنضف .. أنا تنحت شويه كده .. لإني فعلا عاوز أعرف إزاي يعني الجملة دي اتركتب .. و أمي عملتها إزاي .. بس نسيت المشكلة المنيلة دي في سبيل إننا نوحد بين قوات حفظ السلام في المنطقة ..

فقلت له : يا أبويا إنت عارف إن أمي على أدها .. هي أكيد قريتها غلط .. إنت عارف إنها خريجة خمسة ابتدائي و بالغش يعني ..

صاحت أمي و قالت: غش مين يا أبو غش .. دا أنا بسم الله ما شاء الله عليا ناجحة في خمسة ابتدائي بعد مجهود عشر سنين متتاليين

أصل بعيد عنكم أمي كانت بتاخد كل سنة في سنتين .. فهي بتعتبر دا مجهود جبار بالتأكيد ..

راح أبويا قال : يا ست هانم يا متعلمة .. الجملة بتقول .. “في سبيل حفنة من تراب مصر” .. إزاي في سبيل تبقى برسيل . . وحفنة تبقى حنفي ..و تراب تبقى شراب ..  و مصر تبقى مصري .. دي أسهل جملة فيكي يا لغة .. حرام عليكي يا ولية .. حرام عليكي إللي بتعمليه فيا دا .. دا أنا ضغط الدم عندي زاد بسببك .. و باعيا كل يوم من غباءك و تخلفك ..

أمي طبعا فرشت غطا السرير بحاله .. لإن الملاية مش هتنفع مع الوضع الراهن دا .. و قالت: نعم يا خويييييااااااا .. مش كفاية إني مستحملاك السنين دي كلها .. وفي الآخر تقولي باعليلك الضغط .. أومال السكر إللي ولع عندي دا جه لوحده أظن ..

بصراحة .. أنا كنت عاوز أعرف أمي إزاي قرت الجملة بالطريقة الغريبة دي .. فأصريت إني أعرف لإني مهما اتكلمت مش هنوصل لحل في المشكلة دي إلا لما يزهقوا من الخناق و يقعدوا ساكتين فقلت لها : بس يا أمي إزاي في سبيل تبقى برسيل .. دي صعبة أوى ..

قالت لي: هو أنا هدقق .. أنا لقيتها زي الكلمة إللي مكتوبة على علبة البرسيل فقلت لما أشغل دماغي و اربط الكلام ببعضه .. يبقى أكيد أول كلمة دي برسيل

راح أبويا رد عليها: و إنتي عندك عقل أساسا عشان تشغليه ..

ردت أمي و قالت: اسم الله .. طبعا عندي مخ .. أومال مين إللي بيفكر إزاي يطبخ و يغسل و يوفر من المصروف و يهتم ببيتك و وبولادك .. مش دي واحدة و فيها مخ و مخ عالي أكيد ..

رد عليها أبويا: أكيد مخ .. بس مخ و كبد و قوانص .. مستحيل دا مخ زي البني آدمين ..

قبل ما أمي تتهور و تدخل في المناحة إياها قلت لها : طب يا أمي حفنة .. تبقى حنفي إزاي

قالت لي: عشان أبوك إللي ما بيملاش عينه غير التراب .. و ما بيطمرش فيه العيش و الملح .. قلت أفهمه إني بافكر فيه على طول .. لدرجة لما باشوف حرف الحه و الكاف بفكر في اسمه ..

يا ختييييييي .. كاف مين يا أمي .. ما هو يا أنا و أبويا ما بنفهمش .. يا أمي هي إللي ضربها السلك ..أكيد أبويا مات خلاص بعد المصيبة دي

بس الحمد لله لسه أبويا فيه الروح رد عليها و قال : كاف مين يا أم كاف .. بقى حنفى فيها كاف يا نااااس

ردت أمي و قالت له : أومال إيه الحرف يا خويا إللي عامل زي الطبق وفوقيه كريزة و عليها نقطة .. مش دا الكف يا خويا ..

أبويا خلاص كان بيسلم نمر .. قبل ما يجيله شلل رباعي قلت لها: طب شراب .. إزاي تراب تبقى شراب

أمي بصيت لي كإني انسان جاهل و ما بفهمش و قالت لي :طبيعي جدا .. طبق و عليه نقط كتير .. لازم تبقى ته؟!! .. طب ما ممكن تبقى ثه .. ممكن تبقى حاجات كتير .. و خمن بقى و إنت و حظك

أبويا خلاص اغمى عليه و الحمد لله .. بس الحمد لله لسه فيه نفس .. شويتين كده و قام و هو ماسك دماغه ..

و قبل ما ينفجر فيها قلت لأمي: طب سيبك يا أمي من دي .. طب مصر .. مصر يا أمي تبقى مصري إزاي ..

أمي قالت في ثقة عمياء : مش دي مجرورة بالياء .. يبقى أكيد تتقال مصري ..

باليااء يا مه .. ياء مرة واحدة .. ربنا يسترها معانا يا رب

بصراحة بعد فصاحة أمي المعهودة كان ضغطي أنا إللي هينفجر .. روحت سايبهم يتخانقوا و قلت أبويا هو إللي هياخد لنا حقنا ..و روحت دخلت أودتي عشان أبعد عن دوشتهم ..

بس بصراحة .. لقيت الموضوع محتاج يتدرس .. ليه الناس بتعرف تفك الخط بس بالمعووج ..

روحت فاتح الكمبيوتر و مديها حبة إنترنت بقى على مزاجي ..

قعدت أدور على الإنترنت .. لقيت إن نسبة الأمية في الوطن العربي 30 في المية .. يعني قرب 100 مليون بني آدم .. و الباقي طبعا منهم زي أمي كده .. بيقروا على ما تفرج ..

يا خبر أبيض .. الموضوع كبير فعلا .. طب ليه الأمية نسبتها كبيرة كده ..

لقيت على بعض المواقع إن النسبة دي كبيرة في الأرياف و القري أكتر .. بس دا مش معناه إن كل الناس في القري مبيعرفوش يقروا ..

أنا إللي خلاني أتشد للموضوع دا إن فعلا دي مشكلة .. بل مشكلة كبيرة جدا.. أومال الطلبة إللي في الجامعة دول .. بيخرجوا مش عارفين يقروا برضو .. طب إزاي؟؟

و إزاي نبقى عارفين الإنجليزي أكتر من العربي .. على رأي الموقع اللذيذ اللي أنا عليه دا .. فينك يا أمة اقرأ؟ ..

أنا أخدت عهد على نفسي إني هعمل حاجة حلوة أوى ..

أنا هعلم أمي القراءة .. و الله هاخد فيها ثواب جامد أوي و خاصة إن العيال إخواتي صغيرين و لسه بيذاكروا المذاكرة العقيمة بتاعة زمان دي ..

روحت صلاة الجمعة مع أبويا .. طبعا دا بعد ما خلصناه من الخناقة إياها بالعافية .. بقالهم ست ساعات بيتخانقوا .. خلاص يا خوانا .. دا إنتوا ناس عجيبة بشكل ..

بعد الصلاة كنا خلاص هنمشي .. لقيت الشيخ إللي كان بيصلي بينا بيقول في الميكروفون: “في دورات لتعليم القراءة والكتابة بالمسجد .. من يريد الالتحاق يتقدم إلى الباب المجاور للمسجد و يسجل اسمه .. النشاط مجاني للجميع بإذن الله”

ياااااه على السعادة لما تحس إن في حد في أمتنا بيفكر فيها بجد .. يااه لما تلاقي الناس بتحب ببعض و بتعلم بعض حاجة مفيدة ..

أملي كبير أوى إن كل واحد فينا يبدأ مع جاره .. مع صاحبه .. مع البواب .. مع حد قريب منك و ما بيعرفش يقرا ..

على الأقل نقابل ربنا و إحنا حاسيين إننا عملنا حاجة مفيدة و مهمة .. يمكن لما حد فيهم يقرا قرآن يفتكرك و يدعيلك و يشفعلك عند ربنا يوم القيامة ..

قعدت مع أمي اول حصة لينا .. و بدأنا بأول جملة .. “”في سبيل حفنة من تراب مصر” ...

ابني إللي ما ربتهوش

من و أنا طفل صغنن كده و أنا ليا واحد صاحبي في الحارة اسمه مصطفى .. هو صحيح أكبر مني بحبة محترمين بس واد مجدع أوى .. صحيح ما كملش تعليمه بس ماسك محل والده الحاج مصيلحي ..

مرة جالنا زيارة هو و والده .. و عرفت ساعتها بس إن الدنيا دي لسه بخير و الله .. أكيد مش عشان هما زارونا .. بس عشان عرفت حقيقة محتاجينها في حياتنا ..

أخدت مصطفى و خرجنا نشتري شويه حاجات للبيت .. أمي طبعا إللي عاوزاها أومال مين ..

في وسط الكلام باقوله: دا الحاج مصيلحي دا بيحبك أوى .. يمكن عشان انت ابنه الوحيد

قالي: أنا مش ابنه أصلا ..

طبعا أنا اتخضيت جامد جدا .. مش ابنه .. بيخدعوني بقالهم أكتر من عشرين سنة .. لازم أعرف إيه الحكاية دي

لما لقاني مندهش كده .. طبعا قعد يضحك على خيبتي و قالي: أنا مش ابن الحاج مصيلحي من الدم يعني .. أنا ابنه بالتبني .. و بعدين يا بني دا إنت في البلالا خالص .. الحاج مصيلحي ما اتجوزش أساسا و أنا اسمي مصطفى فتح الله .. مش تفكر شويه و بعدين تتأكد

بصراحة أنا اتكسفت .. صحيح دا أنا معنديش مخ خالص .. أنا لا أعرف إن الحاج مصيلحي اتجوز .. بس كنت فاكر يعني إن اسمه مصطفى مصيلحي فتح الله .. عادي يعني .. ما دققتش

فقلت له: أومال إيه الحكاية؟

قالي: و الله يا بني أنا ابن واحد اسمه فتح الله .. ربنا يسامحه إن كان عايش و لا إن كان ميت .. أبويا دا بقى رماني في الشارع عشان خاطر ست الحسن و الجمال مراته الجديدة بعد ما ماتت أمي الله يرحمها ..و أنا ابن ست سنين .. لا ليا أب و لا أم و لا عزوة ولا حتى صاحب .. خدوني ولاد الحرام .. لإن مينفعش أقول عليهم ولاد الحلال خالص .. كانوا ولاد الشارع زي ما بيقولوا عليهم .. و علموني النشل و السرقة و النصب .. كنت عارف إني باعمل حاجة غلط .. بس أعمل إيه .. و هاكل منين .. و هعيش إزاي .. و أدمنت مخدرات و شربت سجاير و كانت حياتي كلها عبارة عن علامة سودا كبيرة .. أسود في أسود .. كنت كاره الدنيا .. وكاره الناس .. و كنت أشوف الأفندي من دول ماشي و معاه عربية .. ولا معاه النوبايل .. كنت أقول إشمعنى أنا؟ .. إشمعنى أنا معنديش .. مكنتش أعرف إن في رب اسمه الكريم .. مكنتش أعرف إن دا كله لحكمة رب العباد راسمهالي .. يوم ورا التاني .. اتخانقت مع العيال في الشارع و جت عربية البوليس و خدتنا كلنا على الأحداث .. وتميت المدة إللي عليا و خرجت .. مش عارف أنا رايح فين و لا أبدأ منين .. كانت حياتي صعبة أوى .. كنت بادور في الزبالة و آكل لقمة و لا أي حاجة الناس فاكرينها زبالة بس بالنسبة لي كانت أكل و كسوة .. و مرت الأيام بيا لحد ما كان عندي يجي 13 سنة .. قلت أشوف لي شغلانة شريفة أحسن .. يمكن ربنا يفرجها من عنده و ألاقي ولاد الحلال إللي يحنوا عليا بمكان نومة بدل الخرابات إللي ببات فيها كل يوم دي .. سبحان من خلاني أروح لأبويا مصيلحي و أشتغل عنده في المحل و يعاملني زي ابنه و يمكن أكتر .. و حبة في حبة قربت منه أوي و بقى يحط ثقته فيا على الآخر .. و لما عرف إني بانام في الشارع و ما ليش مكان أبات فيه .. قالي تعالى بات عندي في البيت .. كنت هطير من السعادة بجد .. و ربنا وحده أعلم إني لو كنت استمريت على كده كنت رجعت للشارع تاني و رجعت أسرق و أنهب من تاني .. بس الحمد لله ربنا ستر .. و حبة في حبة اتبناني و قالي أنا أبوك و عاملني زي أبوك بالظبط .. تصدق بالله .. أنا لو أبويا موجود مكانش عاملني المعاملة إللي بيعاملهالي دلوقتي .. تعرف إنه اشترالي شقة و قالي يوم ما تنوي تتجوز تبقى خدها .. و بيفرشهالي من دلوقتي .. و بيديني مرتب في الشغل مكنتش أحلم بيه .. و بنام في حضنه .. و باكل من أكله .. و بيجيب لي لبس من أجدعها حتت في البلد .. بعد دا كله ما أعتبروش أبويا و أقوله يا با مصيلحي .. دا أنا كده أبقى ناكر للجميل و ربنا ..

الدمعة كانت هتفر من عيني و الله .. بقى دي حكايتك يا مصطفى .. مكنتش متخيل إنك تكون ابن شارع ..

تصدقوا بالله .. أنا احترمت الحاج مصيلحي بعد الموقف دا .. واحد ربنا ما اداهوش الزوجة و لا الابن عشان يجيله يوم و يتبنى مصطفى .. حكمتك يا رب .. واحد غيره كان فكر يتجوز بدل ما يتبنى واحد مش من دمه .. الدنيا لسه فيها خير يا جدعان و الله

تاني يوم كان الجمعة .. روحت مع أمي السوق عشان أجيب لها طلباتها إللي ما بتخلصش .. إيشي خضار .. إيشي فاكهة .. إيشي لحمة .. إيشي فراخ .. دي خروجة كل شهر بعيد عنكم و عن السامعين .. و لإن أبويا عارف إن كلمة أمي إللي هتمشي في الآخر فقالي يا بني تبقى روح معاها إنت عشان ما نرجعلكوش عن طريق القسم و لا حاجة ..

و إحنا ماشين واد صغير سرق شنطة أمي و يا فكييييك .. جري .. أمي طبعا قعدت تصوت و تصرخ و تلم الناس علينا .. ناس جريوا ورا الواد و دول إللي شافوا الحادثة و التانيين قاعدين بيسألوها مالك و هي معليهاش إلا إنها تصرخ و تزعق و خلاص .. طبعا محدش فهم حاجة .. طب اشرحي يا حاجة إللي حصل .. طبعا اتوليت أنا المهمة و قلت لهم الشنطة اتسرقت.. أم هند .. إذ فجأة جابوا الشنطة و الحكومة ماسكة الواد و رابطة إيده ورا ضهره و الواد ما بيتكلمش و عينه كلها شر ... افتكرت مصطفى و قلت .. يعني لو الواد دا لقى إللي يأويه كان زمانه بقى على الحالة دي!! ..

لما روحنا البيت لقيت البت أختي حسنية فاتحة التليفزيون على مسلسل أولاد الشوارع .. و الست مها أبو عوف بتقول “دي بقت قضية رأي عام و الأأطفال بيكتروا يوم بعد يوم” ..

قلت في عقل بالي : ما هو لو كل الناس كانوا عم مصيلحي .. ولا كل أب و أم عرفوا النعمة إللي ربنا رازقهم بيها ..  و لا رجال الأعمال كانوا استثمروا مشاريع للاهتمام بالأطفال إللي زي دول .. كان زماننا ما بقاش عندنا أطفال شوارع و خايفين عليهم من الضياع .. المشكلة الكبيرة عبارة عن مشاكل صغيرة .. لو كل واحد بدأ بنفسه .. كان زماننا عندنا قوة من الشباب المتفرغ .. إللي نقدر نستثمر طاقاته دي في شيء مفيد للبلد ..

Wednesday, January 6, 2010

هتعنس هتعنس .. أومال هتروح فين يعني

1175941159

طبعا أمي ربنا يخليهالي .. عملالي جمعيات مخلصة على المرتب كله .. نفسي أجيب قميص و لا جزمة جديدة .. بس نقول إيه .. ربنا على الظالم و المفتري

كل دا عشان عاوزة تفرح بيا لإني أكبر إخواتي .. طب و مين قالك إني عاوز أتجوز أساسا .. لما ربنا يفرجها من عنده نبقى نفكر في موضوع الجواز دا .. لكن إزاي .. أمي و أنا عارفها .. مش هتسكت إلا لما تلاقيني في بيت العدل .. نفسي أفهمها إن مفيش راجل بيعنس .. بس حكمة ربنا إن دي أمي .. الحمد لله على كل حال

طبعا جت لي في يوم .. و قاعدة تهشكني و توكلني و تهتم بهدومي و أودتي .. بصراحة استغربت تصرفاتها .. هي بتعمل كده ليه و إشمعنى أنا بالذات؟! يا خبر النهارده بفلوس .. النهارده بعد المغرب يبقى ببلاش ..

بعد المغرب لقيت أمي بتقولي إنها عاوزاني في حاجة مهمة .. قلت خير يا رب الموضوع إيه؟

طلعت جايبالي عروسة إنما إيه .. لقطة .. و عاوزاني أروح أخطبها آخر الأسبوع ..

دلوقتي فهمت خطتك الشريرة يا مه .. بتدحلبيني عشان أخطبها .. طب هي مين دي بس عشان أحس بأي حاجة يعني؟

قالت لي: مي بنت الست شفقية جارتنا إللي فوق ..

مي .. لا لا .. أنا مش عاوز الجوازة دي .. دي كانت بتجري ورا عربيات الرش و إحنا صغيرين .. و مرة بطحت واد صاحبي في دماغه خد 3 غرز في وشه .. لا لا .. لا يا أمي ما أهونش عليكي ترميني الرمية دي يا مه ..

حاولت أفرفس بكل الطرق و قلت لها: يا ماما هو أنا معايا فلوس أوى لما أتجوز .. مش لما نخلص الجمعيات إللي ورانا دي ..

أمي بطيبتها الخبيثة لقيتها بتقولي: يا حبيبي ما هو إنت تخطبها لحد لما تخلص آخر سنة كلية ليها .. هيكون أخدنا الجمعيات كلها و هيكون معاك يجي 20 ألف .. و ابوك معاه 10 .. يبقى 30 ألف .. تجيب بيهم شقة إيجار و تفرشها و حلو أوى على كده ..

بقيت عامل زي الفار إللي زنقه قط في كورنر .. فقلت لها و أنا بفلفص: يا أمي طب وإيش عرفك إن أهلها هيوافقوا .. أكيد هيرفضوا .. هو في حد بيجوز بنته في إيجار دلوقتي ..

ضحكت أمي ضحكتها اللئيمة .. أكيد مدبرة حاجة .. أمي و عارفها .. و قالت لي: و أنا يتوه عليا حاجة زي دي .. طبعا يا حبيبي كلمت أمها و اتفقت معاها على كل حاجة ..

أنا كنت هانفجر خلاص .. إزاي يا أمي تتفقي معاها و أنا معرفش أصلا .. هو مين إللي بيخطب مين ..

رفضت بشدة .. و أمي راحت فتحت الماسورة إللي ما بتتقفلش و قعدت تزعق و تقول دي أخرة التربية .. دي أخرى التعليم .. فوضت أمري ليك يا رب و هلم جره ..

روحت لأبويا و قلت له أنا لسه صغير يا بابا و ماما مصرة إنها تجوزني .. أنا عندي 23 سنة يا أمي .. دا أنا مواليد 30 ديسمبر .. أنا لسه صغير ما تعملوش فيا كده

أبويا طبعا كان على آخره من أمي .. تعمل العملة و توقعنا فيها كلنا .. دبت خناقة بين أبويا و أمي كالعادة و في الآخر رسينا إن كلام أمي إللي هيمشي عشان هي أفهم و أدرى .. طبعا دا بديموقراطية واضحة جدا من أمي و حسن تفهم عالي من أبويا .. لدرجة إن الجيران ما اتدخلوش خالص عشان يشيلوا إيد أمي من زور أبويا ولا رجل أبويا من كتف أمي .. ولا إخواتي عيطوا و لا أي حاجة خالص من الحاجات الوحشة دي إلي ما بتحصلش عندنا في البيت خالص .. ما إنتو عارفين بقى ..

و جاء اليوم الموعود .. و روحنا لشقة المحروسة العروسة .. و سلمنا على أبوهاو أمها .. و بعد شويه .. دخلت العروسة مي .. بصراحة ..البنت كانت قمة في الأدب و الأخلاق .. و حجابها مديها نور ما شفتوش قبل كده .. و طول ما هي قاعدة حاطه وشها في الأرض .. تصدقوا .. أنا غيرت فكرتي خلاص .. أنا هاتجوز مي بإذن الله ..

بس بصراحة .. أبو مي كان غريب حبتين .. كان قارش ملحتنا كده .. و مش عاجبه مناظيرنا .. و اتأكد لي بعد شويه لما طلب من مي و أمها إنهم يدخلوا جوه عشان عاوزين نتكلم كلام رجاله .. صحيح ما قولتلكوش .. أبويا ما جاش لنفس السبب إللي في الموضوع بتاع “اتحادنا راح فين” ..

بدأ الحاج أبو مي يتكلم و إحنا ساكتين .. عاوز شقة تمليك .. عاوز عربية لإن بنتي ما تتبهدلش في المواصلات .. عاوز فرش من أحسنها محل موبيليا .. و هلم جره

أمي لأول مرة ألاقيها ساكتة و حد بيقول كلام مش عاجبها .. بس عرفت إنها بتخزن طاقة عشان هتنفجر كمان شويه ..

و بالفعل حدث الانفجار .. أمي علت صوتها و قالت له: يعني إيه يا راجل إنت .. إنت مش شايف بنتك المعصعصة دي .. دي حد يبص لها دي

راح الراجل أخدته الكرامة أوى و قال: جرى إيه يا ست إنتي .. إنتي مش حاسه إنك في بيتي .. و بعدين بنتي إللي مش عاجباكي دي اتقدم لها عرسان ياما و كلهم أغنى منكم يا شحاتين

فرشت أمي الملاية و قالت: شحاتين إيه يا أبو شحاتين .. أومال ما جوزتهاش ليه يا أفندي إنت .. و الله شكلها معيوبة .. قول إنها معيوبة يا راجل يا ….

قبل ما أمي تقلل من شأننا أكتر من كده.. كنا واخدين أجدعها شلوت لبره .. و اتطردنا للمرة السبعين ..تصدقوا أبويا دا راجل ناصح أوى .. بجد بيفهم إنه ما جاش ..

نزلنا بنفس خفي جنين .. بس المرة دي الراجل أبو مي خدهم عشان إحنا مجبنالوش الجاتوه إللي كان نفسه فيه ..

أول ما دخلنا الشقة .. طبعا بابا شافنا و إحنا جايين أكننا من خناقة مش من جوازة .. راح مفرقع من الضحك .. لحد ما وشه أحمر من كتر الضحك .. و هو بيقول: عملتيها يا نبوية .. كفانا الله شرك يا شيخة  ..

أمي ما كانتش فايقاله .. راحت قعدت و هي حاطه بتنجانة في بقها عشان تسد بقها عن الكلام عشان ما تغلطش مع أبويا في كلمة كده و لا كده ..

الشاهد .. إني عرفت بعد كده إن مي فعلا بيتقدم لها ناس كتير بس بيطفشوا بسبب أبوها ..

هي ليه الناس كده .. و فيها إيه لما يبدأ الشاب من الصفر .. و فيها إيه لما تاخده واحدة واحدة عشان تعفه و تخليه يبني بيت صالح يعبد ربنا و يسبح بحمده ..

فعلا الواقع سيء أوى .. و المصيبة إن البنت بعد كده العرسان هيخلصوا من عندها و تعنس و يبقى السبب أهلها ..

و كإن ربنا عاوز يعلمني حاجة من اللي بيحصل دا .. واحد صاحبي أنتيخي زي ما بيقولوا .. اتصل بيا و بيقولي إن أخته خدوها مستشفى الأمراض العقلية .. وعاوزني أجي معاه لإن أبوه ما بيردش على التليفون في الشغل و محدش في البيت ..

روحت معاه .. لقيت واحدة كبيرة في السن .. قالي إن دي أخته الكبيرة و جالها النوبة تاني … أنا معرفش إنها بتيحي أولاني أصلا .. و استغربت إن صاحبي مخبي عليا إن أخته بالحالة دي .. بس قلت دي أسرار بيوت ..

قلت له: أومال فين جوزها .. ما جاش معاك ليه

راح قالي: ما هو دا سبب المصايب .. هو السبب في كل إللي بيحصل دا ..

قلت له: طب معلش هدي نفسك بس .. لو معاك نمرته أنا ممكن أكلمه و أقوله يجي يشوف مراته لو مش عاوز تكلمه إنت

قالي بنفاد صبر : أختي عندها خمسة و أربعين سنة و لسه ما اتجوزتش أصلا ..

طبعا أنا اتصدمت صدمة مش عارف أقولكم إزاي .. بس بجد كانت صدمة صعبة عليا أوى .. خمسة و أربعين سنة .. طب ألحق أقول لأبو مي لأحسن بنته كده هتخلل ..

و قعد صاحبي يحكي لي و إحنا في الاستقبال .. إزاي إن والده كان صعب أوي مع العرسان .. وإن أخته قلعت الحجاب و لبست الضيق و المحزق و الملزق عشان تعجب الشبان .. و إزاي أهلها كانوا مشجعينها على كده .. و إنها صاحبت كتيير و سابت كتير لكن محدش فيهم كان عاوز يتجوز واحدة بيمشي معاها .. وانتهى بيها الحالي للي إنت شايفه دا ..

الموضوع محتاج بحث فعلا .. ليه البنات بتعنس .. هل دا عشان الشباب معندوش نظر .. و لا عشان البنات فجأة زادوا .. و لا عشان الشباب معندوش فلوس .. ولا عشان طلبات الأهالي إللي تودي في داهية .. و لا عشان الصحوبية و ما أدراك ما الصحوبية و إزاي البنت قلبها بيتكسر بعد كده .. و لا عشان إيه

أنا مبحبش حاجة تعدي من تحتي كده .. لازم أدور عليها و أبحث عنها ..

روحت فاتح جوجل كعادتي .. أصل الإنترنت دا أنا مدخله على حسابي الشخصي عشان اعرف الدنيا ماشي فيها إيه ..

و روحت كاتب “العنوسة” …

يا نهاااااااااري .. كل دي مواقع بتتكلم على العنوسة .. و إن العنوسة دي مش في بلدنا بس دي في البلاد العربية جمعاء .. طبعا الغربية معندهومش جواز أصلا فمش فارقة كتير معاهم ..

والأسباب كتير .. ما تعدش ..

بس الذنب مش على البنت .. يعني البنت هتقطع نفسها .. لكن الذنب على الأهل إللي مش مراعيين مشاعر الشباب ..

الذنب على الأهل إللي سمحوا لبنتهم تلبس المحزق و الملزق و في الآخر ممكن يجيلها واحد خنفوس ميعرفش يحافظ عليها ..

الذنب على الشباب إللي عاوز يتسلى و يلعب بالبنات و خلاص ..

الذنب مش على الحكومة .. ولا الذنب على البنت ..

لو كل واحد فينا بص للموضوع نظرة مختلفة هنقدر نوصل لحل .. لكن لو كل أب قال لبنته “شدي حيلك كده” .. البنت حيلها هيتقطع و مش هنلاقيلها قطع غيار بعد كده ..

و من ضمن الموضوعات اللي تخلينا نلتفت للموضوع بجدية إن في بنات كتير جالها حالات نفسية بسبب الموضوع دا ..

فيها إيه لما الأغنياء يدوا الفقرا عشان يتجوزوا .. لو معاك مليار جنيه .. هتفرق معاك حاجة لو إديت لفقير 25 ألف مثلا .. صدقني مش هتفرق .. بس فكر فيها صح ..على الأقل يبقى اسمك عملت حاجة لمجتمعك ..

لو كل أب هاود في الطلبات شويه .. هتفرق معاك حاجة .. مش هما مبسطوين مع بعض .. طب تحشر نفسك ليييييييييه ؟!!

طبعا أمي لو سمعت الكلام دا هتقول و نعم يا بني صح و كلامك مظبوط … لكن لما أختي تكبر و تتجوز هتطلع عنين إللي يتجوزها .. ربنا يكون في عونه إن أمي دي هتبقى حماته