دايما بتشتكي يا ابن آدم من الظلم و الجور ..
قوم بص لحالك و لف و دور ..
هتلاقي في الأساس حياتك مشكلة ..
عاوزاك تصلح فيها و تبدأ تثور ..

خدها مني نصيحة
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

وابــــــدأ بنفســـــك ...

Monday, January 18, 2010

و ضاعت الصحافة يا وطني ..

 

 من قيمة 10 شهور .. أبويا كان مخنوق أوى بجد .. مش عارف ليه .. متزربن و على آخره .. كنت باقول في سري ربنا يستر .. دي من المرات القليلة إللي أشوفه بالشكل دا..

روحت سألت أمي و قلت لها: هو بابا ماله؟؟ مش عوايده يعني ما يقرالناش الجرنال النهارده زي كل يوم؟

أمي في حسرة قالت: و الله يا بني هو من الصبح و هو على الحالة دي .. و قعد يكلمني على الصحافة البايظة و إللي بتنشر أخبار ما حصلتش .. وإللي بينشروا كلام و يوقعوا بين الناس عشان يكسبوا فلوس و بس .. و كلام كبير من إللي أبوك بيقوله دا .. من الآخر مفهمتش منه حاجة

روحت واخد بعضي و روحت له .. ما أنا لازم أعرف ماله  ..

قعدت معاه و قلت له: إيه يا أبو الأحناف!! .. مش عوايدك يعني إنك متقولناش على الأخبار في الجرنال النهارده .. خير يا حاج؟

بص لي أبويا بحزن أوىىى .. أصل أبويا دا حساس أوى ضد أي حاجة غلط .. و قال لي: البلد هتضيع يا مغاوري .. هتضيع و هنضيع كلنا معاها

لا .. دا الموضوع طلع كبير أوى .. قلت له: خير يا بابا في إيه؟

قالي و الحزن مش عاوز يفارق وشه .. دا بقى عامل زي إللي عنده ميت سنة: إمبارح قريت في الجرنال بتاع كل يوم إن في علاقة بين فنانة مشهورة و مسئول في الدولة .. أنا معلقتش .. بس جم النهارده و لقيتهم بيقولوا إن محصلش حاجة زي كده .. و دي كلها فرقعة عشان الفيلم الجديد بتاع الهانم .. طب و ليه يدنسوا الصحافة بتاعتنا كده .. ليه يضيعوا هيبة أقلامنا .. ليه يا مغاوري .. ليه؟!!

بصراحة .. أبويا مكبر الدنيا بطريقة رهيبة .. طب ما كل يوم في مليون خبر في الجرايد مالهومش لازمة وبيطلع في الآخر طرقعة و خلاص .. لكن نقول إيه .. أبويا و أنا عارفه .. بطنه هتمغص لمدة 3 أيام ورا بعض و بعدين يرجع و بعدين …… بلاش عشان ما أقرفكوش .. بس هو دا والدي يعني .. و أنا بحبه زي ما هو كده …

لكن كان لازم أرد عليه .. فقلت له: يا بابا بس دا أمر طبيعي .. كل واحد بيدور على الفلوس ..وكل الصحف الهابطة دي بيبقى همها الأول و الأخير إنها توصل لمبالغ طائلة .. مش مهم عندها إنها توصل معلومة للناس .. بس إحنا لو قعدنا نتنرفز كده و نشيل طاجن ستنا على دماغنا مش هنوصل لحل .. هنضايق نفسنا و خلاص ..

أبويا بص لي وهو يا عيني زي ما يكون في الانعاش .. يا رب تعدي على خير يا رب .. و قالي: و بعدين يا مغاوري يا بني؟ كده مفيش شباب هيقرا حاجة كويسة .. و لا أطفال هيتربوا على علم و خبرة الناس إللي سبقوهم .. و لا ستات يقروا اللي يفيديهم و يفيد أولادهم و أزواجهم … و لا هيطلع الجيل الصاعد إللي في يوم هيرفع راية الأمة العربية و الإسلامية على أرض فلسطين .. و بعد دا كله مش عاوزني أتضايق و أتعب ..

أبويا وصل لمرحلة حرجة جدا … لازم ألحقه بكلمتين من بتوعي .. تقوله إيه يا مغاوري .. تقوله إيه يا مغاوري .. أها هو أبويا مبيجيش غير بالسياسة .. لا لا .. مش سياسة اللهم احفظنا .. سياسة يعني سياسة الهدوء يعني .. فقلت له:لو كل الناس إللي في البلد عملوا زيك كده .. هنوصل لحاجة ؟؟!!  أبدا .. كل إللي هنربي أولادنا عليه إننا نطلعهم محبطين و مخنوقين و شايلين الهم بدري .. مش دا الحل أبدا يا والدي و الله .. الحل أبسط من كده .. بس خليك معايا

أبويا فاق شويه و قالي :و إيه الحل دا يا بني؟

قلت له: دلوقتي إيه إللي عاوزاه الصحف دي؟ .. عاوزانا نشتريها .. طب إيه رايك ما نشتريهاش .. و نجيب الصحف التانية الحقيقية إللي بتقول الحقيقة .. لو كل واحد فينا عمل كده .. هتلاقي الصحف الخايبة دي مش بتتباع .. و الصحف الكويسة هي إللي رصيدها بيزيد ..

قالي أبويا: بس في أخبار كويسة في الجرايد التانية دي الناس كلها متابعاها و حاجات بتنزل أيام الاجازات مستحيل الناس تستغنى عنها .. يبقى إزاي يا بني كلنا مش هنشتريها ..

ممممم .. عنده حق .. دا أنا بحب القصص النكد إللي بيكتبوها .. لو أبويا ما جابش الجرايد دي أنا كده مش هعرف اقرا القصص النكد إللي فيها .. فقلت له: طب إيه رأيك لو نبعت للصحفيين الكويسين إللي في الجريدة و نقولهم على المشكلة و نقترح عليهم يفتحوا جريدة ليهم أو ينضموا للجرايد التانية الكويسة .. إيه رأيك؟

قالي أبويا: طب و هنبعتلهم إزاي يا فالح؟

قلت له بفكاكتي المعتادة: نبعت لهم إيميل من الإنترنت ..

قالي أبويا باستغراب: الله يخرب بيت الإنترنت إللي قهرتنا بيه دا .. هو كل حاجة على الإنترنت دا ؟؟

قلت له بكل فخر: كل حاجة يا والدي .. من الصغيرة للكبيرة .. و كل إيميلاتهم على الإنترنت و موجودة في كل حتة .. ها هتساعدني؟

قالي أبويا و هو أخيرا مبتسم : ماشي يا مغاوري .. خليك ورا الكداب ..

دخلنا أودتي وفتحتا الجهاز العنتيل إللي عندنا من أيام ثورة تحتمس الأول . معرفتش أجيب غيره بقى .. العين بصيرة و الإيد قصيره .. و بعدين فتحنا الإنترنت و بدأنا في عملية البحث .. وجمعنا أسامي الكتاب العظماء بتوعنا و إيميلاتهم .. و اللي برضو ليهم جمهور كبير و بيحبوهم .. و بدأنا في عملية الكتابة و إننا نرسل لهم رسايل على إيميلاتهم .. وكل يوم أدخل أشوف الإيميل الجديد إللي عملته للحملة دي .. طبعا مش هقولكم لما أبويا شاف الإيميل دا بيتعمل إزاي و على السرعة إللي جت له لما لقى الموضوع سهل كده .. و كله كوم و إننا نقعد ساعة و نص بنعمله .. كل دا عشان أبويا عاوز هو إللي يكتب على الكي بورد و يسأل أسئلة غريبة .. في حد يسأل و يقول إيه إللي حشرهم في مين اسم المدرسة الأولانية إللي درست لي .. و هما مالهم دول يعني .. إيش خشخشهم .. دا أبويا طبعا .. و قعدت نص ساعة بحالهم أفهمه إن دا سؤال بيتحط عندهم عشان يسألوه لو نسي كلمة السر بتاعة الإيميل بتاعته .. لكن فين بقى .. قررت في الآخر إني أدوس على أوك و دي كانت الحاجة الوحيدة إللي عملتها ..

و قعدنا فترة نبعت الرسايل تاني عشان أي حد يرد علينا .. و فييييييييين .. بعدها بخمس شهور و مع تكرار (قصدي غتاتة) إرسال الإيميل كذا مرة و بصيغات مختلفة .. واحد من الكتاب الصحفيين رد علينا و قالنا على المفيد ..بعد الشكر و التقدير كان عنده سؤال واحد بس ..  مين إللي هيمول الجريدة .. طبعا دا كان سؤال عبقري و كنت في انتظار رد أبويا عليه .. أبويا عمل حركة و الله ما مصدقها لحد دلوقتي .. باع فدان الأرض من أصل خمس فداين إللي حيلتنا في البلد و حطهم في البنك .. أبويا إللي أمي بتتخانق معاه عشان يسدوا ديونهم من تمن الأرض و هو مش راضي عشان أرض أبوه الله يرحمه .. يبيع فدان منهم بالساهل كده .. و الله جدع يا والدي.. طبعا الموضوع دا معداش بالساهل لإن أمي أعانها الله ردحت له بالعربي و الإنجليزي و الفرنساوي على العملة المهببة إللي عملها .. لكن أبويا كان مصر إنه يعمل المشروع دا و يهد كل قلم مالوش لازمة في البلد .. وقد كان

بعتنا للصحفي و خليناه يتواصل مع الصحفيين و قلناله الفلوس جاهزة .. و فعلا بدأ المشروع .. و أبويا كان طاير من السعادة بالخطوة إللي عملها دي .. واستقرينا في الآخر على اسم “جريدة القلم الحر” ..أبويا كان عاوز يسميها على اسم جدي شحاته .. بس الحمد لله إن الموضوع عدى بكسر رجلي بس .. و الحمد لله

عارفين أنا النهارده فتحت معاكم الموضوع دا ليه؟

عشان المشكلة كانت كبيرة أوى .. لكن لما فتتناها و لقينا إن لينا دور في حلها .. حطينا إيد على إيد و بدأنا ..أبويا ما ترددش في بيع الفدان لإنه عارف إنه بيعمل الصح .. و إن الجريدة دي في يوم من الأيام هتبقى أحسن جريدة في مصر . .بل في الوطن العربي ..

الجريدة بقت بتتباع بالكوم .. الناس كويسة بس عاوزة إللي توعيها .. و أستاذنا الكبير رئيس تحرير الجريدة إللي هو أول كاتب رد علينا .. اتفق مع مهندسين يعملوا موقع للجريدة على الإنترنت و إنهم يتابعوه وينشروا عليه بقلم الناس الحر .. كل شاب أو صحفي صغير عاوز يكبر يكتب في الجريدة الإلكترونية ..

يمكن في صحف عندنا كتيرة كويسة بس للأسف مش معروفة بسبب إن مفيش تمويل .. أو بسبب إنها على الإنترنت بس و بتوصل لناس معينين لكن الطبقة إللي زي والدي و والدتي هتوصل لهم إزاي القضية دي ..

النهارده بس حسيت إننا عملنا حاجة .. لما لقيت الجريدة إياها قفلت بسبب التكاليف المادية الباهظة إللي عليها .. مش قلت لكم .. و ياما بكره نشووووووف .. بس ابدأ إنت بس و سيبها على الله ..

ملحوظة:

أنا مقدرش أعيب على أي جريدة في مصر و لا بره مصر .. لكن الواقع بيقول إن في كتاب مش واخدين حقهم عندنا و في كتاب اتحطوا في وسط الهوجة و مش متشافين .. و في كتاب اتمنعوا من كتابتهم بسبب خلافات مالهاش لازمة و هما أجدر إنهم يكتبوا و يقولوا رأيهم و ينورونا .. عشان كده كتبت المقال دا ..

1 comment:

يـــــــلا نتغـــــــير said...

السلام عليكم
فعلا الصحافه ضاعت والمجتمع ضاع ديه الكتب معظمها بقى عن حاجات تفهه وعلى فكرة ديه من علامات يوم القيامه
الناس بقت تدمر العقول بكل التفاهات اللى بيكتبوها
والمشكله ان الناس بتقرا وهى مبسوطه
وانا احب انى اشكرك جدا جدا جدا على القصص اللى انت بتكتبها وارجوا منك انك متبطلش كتابه ابدا
وشكرا
سلوى السيد