دايما بتشتكي يا ابن آدم من الظلم و الجور ..
قوم بص لحالك و لف و دور ..
هتلاقي في الأساس حياتك مشكلة ..
عاوزاك تصلح فيها و تبدأ تثور ..

خدها مني نصيحة
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

وابــــــدأ بنفســـــك ...

Tuesday, January 5, 2010

و ضاعت اللغة العربية

كنت ماشي في أمان الله في حارة كتكوت إللي جنبنا

لقيت لك افتتاح محل جزارة .. قلنا يلا أهو هيزودوا من عدد الحميير إللي بناكلها ..

بس يا خويا لقيتلك صاحب المحل عامل جو كده .. مشغل أغاني من تحت بير السلم ..

أيظن .. إني بالعب بيه .. أيظن  .. مش هسأل فيه

هي أيظن دي بتاعة نجاة و لا بتاعة مين بالظبط؟

بس دا راجل بيغنيها … اممممم . الموضوع كبير و محتاج بحث

و بعدين الناس بترقص في الشارع بطريقة هستيرية .. و الرجالة بيرقصوا وسطهم و لا أجدعها رقاصة ..

يا دي النيلة .. هو إيه إللي حصل لشباب الأيام دي؟

و بعدين الراجل الله يهديه مشغل أغنية كده أكنه من سوق العبور مش جزار أساسا ..

طب هو الناس ملمومة ليه على الأغاني الغريبة دي؟؟؟

لما روحت البيت قعدت أتكلم مع أبويا العاقل طبعا .. لإني باحب كلامه بصراحة و باحس إنه فاهم وواعي كده ..

قلت له: هي إيه الأغاني العجيبة إللي نزلت علينا من السما دي يا بابا؟ .. الناس النهارده في الشارع زي ما يكون في حد مخدرها ولا سكرانين و بيرقصوا رقص غريب … هو إحنا كده يا بابا من زمان و لا دي حاجات جت علينا جديد يعني

رد أبويا و قالي: و الله يا مغاوري يا بني مش عارف أقولك إيه .. بس الأغاني بتاعة اليومين دول الشعب كله بيحبها .. عشان بترقص و بتضيع الشباب .. زي ما إنت بتقول أكن في واحد سكران أدامك .. مش شاب بالغ و عاقل .. تلاقي الواحد من دول معاه شهادة في إيده و نازل في الأفراح يرقص و يشغل أغاني غريبة .. عمري ما شفت حد بيغني للعنب و الخيار و البرتقال .. عملوا إيه للبلد عشان يغنوا لهم يعني

طبعا أمي لازم يبقى ليها دور في مناقشاتنا الحادة و الصريحة: يا سيدي و إنت مالك .. سيب الناس تنفس عن نفسها .. سيبهم يفرغوا الخنقة إللي هما فيها من البلد ..

رد أبويا و قال: ممممممم .. إنتي عارفة يا نبوية .. الأغاني دي دهورت اللغة العربية .. حتى اللهجة العامية زادت و الناس كلها بقت بتكتب و تقرا و تسمع العامي .. لو اللهجة العامية العادية ماشي .. لكن للأسف دي لهجة غريبة .. أنا الواد القهوجي في المصلحة يقولي الأستاذ عثمان كحرته .. يعني إيه كحرته دي يا مغاوري..

طبعا أنا سمعت الكلمة دي مليون مرة قبل كده .. بس قلت أخليني في حالي أحسن .. و عملت نفسي البرئ اللي مالوش في أي حاجة و قلت : إيه الكلمة دي يا بابا .. دي دسيسة أكيد على اللغة ..

اتنفض بابا و قال: أكيد دسيسة .. أومال هيجيبوا الكلام دا منين بجد .. بس تصدق يا مغاوري العيب مش على إللي بيعمل الأغاني .. العيب على اللي بيسمع الأغاني و بيشجعهم و بيشتري شرايطهم .. هم دول أول من هم معاقبين على الجريمة دي .. للأسف الناس مش حاسيين إنها جريمة بجد .. جريمة في حق اللغة .. جريمة في حق أطفالنا .. جريمة في حق شبابنا إنهم يسمعوا اللهجة الغريبة دي .. إزاي بعد كده يطلع لنا مفكر و لا محلل سياسي محترم و لا أديب .. ولا شاعر .. مستحيل طبعا لو الجيل كله بيسمع الكلام الغريب دا ..مش فاكر الراجل إياه دا إللي مش عارفة رئيس وزراء لبنان و لا إيه مش فاكر لما مكانش عارف يقرا الورقة إللي مكتوبة باللغة العربية و الناس عاملين له فيديو على غرار مسرحية العيال كبرت لما كان عاوز يقول تذكرتين

ردت أمي طبعا و الكبشة في إيديها :يا حنفي .. إنت كبرت الموضوع أوي كده .. و فيها إيه يعني ..خلي الناس تنبسط

بص أبويا لأمي باشمئزاز واضح جدا و كمل كلامه كإنه ما سمعهاش أصلا و قال: بص يا مغاوري يا بني .. الفكرة إن زمان أيام عبد الناصر و السادات كان بيطلع مننا مفكرين واخدين حقهم في المجتمع لكن دا مش معناه إن الراجل إللي ماشي في الشارع مالوش ذوق في الأدب مثلا .. بالعكس بيفهموا و يحللوا و يقولوا رأيهم .. لكن دلوقتي .. بقى إللي فاهم هما الناس إللي عارفين لغة عربية و الباقي بيسمع و خلاص .. زمان كان الواحد يسمع الشعر و يتمزززج أوي .. لكن دلوقتي هات شاب و قوله مثلا “وقف الخلق ينظرون كيف ابني قواعد المجد وحدي” .. الله الله ..

أمي طبعا معجبهاش الكلام فقامت بالنقد البناء على كلام أبويا و قالت: وإيه إللي وقفهم يعني .. هما معندهوش كراسي في الأغنية دي .. و بعدين كواعد إيه إللي بينيلوها .. الناس عاملة العنب ..البلح .. اسبطة موز إن أمكن .. لكن الكلام الكبير دا إزاي واحدة زي على أد حالها كده تفهمه ..

بص لها أبويا نفس نظرة الاشمئزاز وقال: يا وليه ارحمي .. كراسي إيه إللي هيحطوها في الأغاني .. أنا أمي الله يرحمها كانت لا بتعرف تقرا و لا تكتب .. بس كانت بتحب الأغاني الوطنية و بتفهمها لو مكتوبة بالفصحى و لا بالعامي الفصيح بتاع زمان .. كانت تسمعها و تتلذذ بسماعها .. تيجي إنتي و تقولي لي البلج و الموز .. أومال الجيل طالع متنيل على عينه ليه

ثارت أمي طبعا لإنها ما تقدرش تسيب حقها و قالت: نعم يا خويا .. يعني إنت كنت واخدني من الزمالك .. و لا إنت كنت من المهندسين .. ما إنت من شبرا يا خويا ..

طبعا كلمة من أبويا و كلمة من أمي طبعا كنا هنروح القسم بس ربنا ستر .. أنا سبتهم بقى و روحت قعدت على الكمبيوتر العقيم إللي عندنا .. و قلت لما أدخل على الإنترنت أبحث عن الموضوع أكتر لإن الظاهرة فعلا تلفت نظر الواحد .. روحت فتحت جوجل و كتبت “انهيار اللغة العربية” .. و أنا بابحث لقيت كام خبر كده .. واحد بيقول أنا مش عارف إنجليزي خالص و دي حاجة هتضيعني من الشغلانة إللي أنا فيها ساعدوني أنا في مأساة.. و واحد مطلع قاموس اسمه “قاموس الشاب الروش” وإن دا كتاب جامد طحن و مطرقع جدا .. طب كتاب مطحون و متطرقع هيبقى لسه في ورق يتقري منه و الأكادة إن في لقاءات مع كاتب القاموس و إن القاموس دا انتشر بسرعة جدا و و و و ..

و أنا في ظل الأخبار المنيلة دي .. فتح عليا واحد صاحبي في الماسنجر و بيقولي

masa2 el kheer ya brens

عرفت إن مفيش فايدة غير لما نتغير إحنا الأول و نهتم بلغتنا الأم أكتر من كده .. فرديت عليه و قلت له

masa2 el fol ya m3alem

1 comment:

يـــــــلا نتغـــــــير said...

السلام عليكم
الاميه فى ازدياد كل واحد همه ازاى ياخد فلوس وبس مش همه حاجه تانيه ولكن فى سبب تانى بيخلى الناس اميين وهو نقص الاحوال الماديه فى العائله يا رب نبقى متعلمين ونستخم العلم فى اشياء مفيده مش سيئه
سلوى السيد