دايما بتشتكي يا ابن آدم من الظلم و الجور ..
قوم بص لحالك و لف و دور ..
هتلاقي في الأساس حياتك مشكلة ..
عاوزاك تصلح فيها و تبدأ تثور ..

خدها مني نصيحة
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

وابــــــدأ بنفســـــك ...

Tuesday, January 5, 2010

الجيل الفاشل .. طب مين إللي فشله؟!!

 

كنت راجع من الشغل في يوم .. لقيتلك الحاج حنفي قاعد على القهوة كالعادة .. لا لا الحاج حنفي دا يبقى الحاج حنفي مش أبويا .. دا تشابه أسماء بس مش أكتر ..

أنا بقى باحب الراجل دا أوى و الله .. أصله بيفكرني بعبد الفتاح القصري .. حتى اسمه حنفي زي فيلم ابن حميدو

رغم إني ما اتكلمتش معاه كتير .. و معرفش عنه إلا القليل يعني .. بس بحبه لله في لله ..

المهم .. لقيته بيندهلي عشان يسلم عليا .. قلت طبعا دا واجب .. روحت قاعد معاه على القهوة ..

كان هيطلب لي شيشة .. بس فهمته إني ما باشربش المدعوقة دي طبعا أنا ما باشربهاش عشان حرام .. بس لو قلت له كده ممكن كان يهب فيا و هنمسك في خناق بعض ..لإنه راجل على أده يعني .. فقلت له عشان الحساسية بقى و الكلام الكبير دا .. راح طلب لي واحد شاي وطلب لنفسه شيشة كوكتيل ..

قعد يشكر فيا .. و يقولي دا إنت الشاب الوحيد إللي باحس إنه محترم .. لكن الجيل دا كله بايظ و مالوش لازمة .. و قعد بقى يحكي لي على عياله و إزاي إنهم بيسهروا لحد وش الفجرعلى التليفزيون .. و كل ما يزعقلهم يشغلوه من وراه .. و إللي بيسمع أغاني هاوساه .. و إللي ماشي له مع بت مش عارف لقاها في أنهي داهية .. جيل خايب و بايظ .. طبعا دا كلامه هو مش كلامي أنا

شويه و جاله ابنه الكبير .. واحد شحط كده من بتوع كمال الأجسام .. طول بعرض بارتفاع بانتفاخ برضو .. عنده كرش الله أكبر من هنا للسلوم عدل .. قال إيه يا خويا .. جاي يقوله يا بابي أنا عاوز فلوس عشان خارج مع أصحابي .. يا نهار مش فايت .. الشحط دا عاوز فلوس .. أنا بدأت أصدق إن الجيل دا فاشل فعلا .. بس أنا من الجيل دا .. أومال مش حاسس بالفشل ليه؟!!

طبعا عم حنفي الله يخليهولي ما سابنيش إلا لما فهمني الواد ليه بياخد منه فلوس و بيقوله يا بابي

راح قالي عم حنفي: أصل ابني دا بقى اسم الله عليه .. معاه شهادة كبيرة أوى من الجامعة الأمريكانية .. آه .. دا واد من بتوع بره يعني شغله نضيف .. بس يا حسرة ما اشتغلش لحد دلوقتي .. داخل على الـ 30 سنة و لسه ما اشتغلش .. فأنا باساعده بقى بإني باديله المصروف و حركات .. أصل يا خويا ربنا كرمني بيه بعد 3 سنين من غير خلفة وعيال .. فعشان كده تلاقيني مدلعه و باعلمه أحسن تعليم .. شفته و هو بيقولي بابي .. يا سلام على بابي بتاعته دي .. حاجة فانتاستيكيشن خالص .. يا ختي كمالة عليك يا سمعة

سمعة .. يا دي المصيبة .. و كمان اسمه إسماعيل .. دا كان حقه يبقى اسمه هاني و لا تامر .. أهي حاجة تنفع مع وقعته السودا دي ..

فسألت عم حنفي: طب و هو مش لاقي شغل ليه ؟ .. يعني ممكن كان يشتغل في مصنع حضرتك و لا في المحلات .. أو ينزل يدور في أي حتة يعني ..

شاط عم حنفي و انتفض و قالي: سمعة ابني ما يشتغلش في أيتها شغلانة كده .. لا يا حلاوة .. دي الوظيفة إللي تعجبه هي إللي تجيله تحت رجله و تقوله اشتغلني

و الله شكلك إنت إللي بتشتغلني يا عم حنفي .. و تقولي جيل فاشل .. طب و إنت عاوزه ينجح إزاي؟!!

قصره .. شويتين و جه ابنه الوسطاني .. أهو دا الوحيد إللي أعرفه أصله أدي في السن يعني عنده تقريبا 23 24 سنة كده .. بس طبعا كان جاي مسقط بنطلونه و فاتح صدره .. قصدي زراير القميص يعني .. أنا من وجهة نظري دي بلوزة مش قميص بصراحة .. و بيندغ لبانة بإهمال كده وحاطط نظارة شمس فيميه أسود سادة ..  و راح بيسلم عليا و عم حنفي بيقولي: دا بقى كمولة .. إنت عرفه طبعا

قلت له: و هل يخفي القمر .. طبعا عارفه ..

راح كمولة .. قصدي كمال يعني بيقول لأبوه أنا سهران النهارده بره يعني ما تحاولش تسأل عليا لأحسن أنا هكون في سهرة صباحي

عم حنفي الله يعينه و يقويه على البلاوي السودا دي .. دا لو حاسس إنه في بلوى فعلا بيقوله : يا حبيبي إنت براحتك ..بس اديني ميسد لما تروح عشان ألحق أرجع أنا كمان

يا دي المصيبة .. هو عم حنفي عنده سهرة بره برضو .. ربنا يستر على الأجيال دي بجد .. و إزاي عاوزينهم ينجحوا و لا يطلع منهم حد محترم ..

شويتين و جه ابنه الصغير .. بصراحة .. أنا قلت أنسحب قبل ما يجيلي انهيار عصبي .. الواد ماسك الموبايل في إيده و الإيد التانية شنطة زي ما يكون رجل أعمال .. انتضح في النهاية إنها لاب توب .. يخرب بيت اللي يزعلكوا يا شيخ .. و نسخة طبق الأصل من أخوه كمولة دا راخر ..

و في الآخر يقولي الجيل فاشل .. أومال إنت عاوزه يطلع إيه .. سايب لهم المال على السايب .. و إلي عاوز يعمل حاجة يعملها .. و إنت أساسا انسان مش منضبط .. و في الآخر هما الغلطانين .. دول مش لاقيين حد يربيهم أساسا .. دا شويتين و يقولي المدام في الديسكو يا بني فأنا هاروح عشان ألحقها بالعربية ..

بعد صلاة العشا .. اصحابي من أيام الجامعة كانوا عاوزين يتقابلوا .. قلت لما أخدها فرصة و أروح أسلم عليهم .. و أرفه عن نفسي شويه .. استأذنت الحاج و الحاجة و قلت لهم مش هغيب .. يعني مش هاخدها سهرة صباحي يعني زي ولاد عم حنفي …

قابلت أصحابي في مؤمن .. و قعدنا نحكي أخبار بعض .. طبعا بقالنا قرن ما نعرفش عن بعض حاجة إلا القليل .. و يا للعجب .. شفت إللي محدش شافه

اكتشفت إن واحد منهم أبوه جاله عقد عمل في الإمارات و طلق أمه و الأم راحت اتجوزت تاني .. و الواد قاعد لوحده في بيت طويل عريض .. و مقضيها شرب مخدرات و خمرة .. و طبعا الوالد بيحول فلوس كل أول شهر متخيل إنه بكده بيسعد ابنه و مش حارمه من حاجة ..

و إللي ماشي مع بت كده معرفش اتلم عليها منين و عاوز يكتبها ورقة عرفي .. و لما ما رضيتش سابها لحد لما جت و اترجته إنهم يكتبوا الورقة العرفي .. و قال إيه بى معجب بنفسه لإنه حمش و خلاها تسمع كلامه في الآخر .. و بيفرد علينا عضلاته على أساس إننا عيال خيخة بقى مش مصاحبين ..

وإللي عايش بالرشاوي  في شغله عشان أبوه معلمه إن التجارة شطارة .. و إللي عايش بالظلم و الجور عشان الدنيا كلها ماشية كده .. و إللي عايش .. و إللي عايش … و منهم إللي مش عايش أساسا .. و إللي مش عايش دا بقى .. إللي ربنا كارمه بشويه دماغ بس مش لاقي حد يهتم بيه .. عنده أفكار كتيرة في تنمية تجارة البلد و الاهتمام بيها .. عنده أبحاث طويلة عريضة و عاش عليها في سنين الكلية و السنين إللي بعد الكلية .. لكن يا ولداه .. محدش عاوز ياخد حاجته .. و محدش مهتم حتى بإيه إللي اخترعه و بحث عنه و عمل مجهود عشانه .. عشان كده مش عايش .. و ساب الدنيا كلها  واتقوقع على نفسه …

أنا اتصدمت بالواقع .. هما دول الشباب إللي أبويا كان بيقولي جيلكم دا إللي هيرفع علم الأمة العربيةو الإسلامية في فلسطين ..

و هو دا الجيل إللي أبويا قالي إنه هيغير من الآفات السيئة إللي في مجتمعنا ..

العيب مش على الجيل يا خوانا .. العيب على إللي سايب الجيل دا و مش مهتم بيه ..

العيب على الأب إللي سافر و ساب عياله عشان يجيب لهم العربية الهامر و القصر العالي ..

العيب على الأم إللي أهملت في عيالها و سابتهم من غير تربيه ..

العيب على التعليم إللي مش مهتم بالأخلاقيات أد ما مهتم يخلص المناهج في وقتها ..

العيب على المؤسسات ورجال الأعمال إللي همهم على الفلوس أكتر من المساعدة على القضاء على مشاكل أولاد أمتنا ..

العيب على حاجات كتير بس إحنا مش واخدين بالنا منها ..

لو كل واحد اهتم بس بأسرته .. كان زماننا دلوقتي أعظم شعب في الدنيا كلها …

لما روحت البيت كنت مغموم .. و مهموم .. و شايل طاجن ستي على راسي ..

فجأة لقيت في خير أبويا بيقراهولنا من الجرنال زي كل يوم

“شبابنا فاشل .. ولابد من إصلاحه .. شبابنا ضائع و هو السبب الأو ل في هذه المشكة لأنه لم يهتم بالعلم و الأخلاق مثلما فعل الأقدمون من قبل”

قلت في عقل بالي: لو كل واحد قام بمسئوليته على أكمل وجه .. كنتو لقيتو شباب أحسن من كده .. لا تلوموا إلا أنفسكم

1 comment:

يـــــــلا نتغـــــــير said...

السلام عليكم
الجيل بقى فاشل واللى فشله اسباب كتيرة منها غياب الام والاب وتنفيذ كل الرغبات بدون اسئله وحاجات كتير زى كده ماعلينا ربنا يهدى الامه الاسلاميه ويحافظ عليها
امييييين
سلوى السيد